كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٧٧
أنت رأيتهم عبروا؟ فقال: نعم، فقال عليه السلام: والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله لا يعبرون ولا يبلغون قصر بنت كسرى حتى تقتل مقاتلتهم على يدي، فلا يبقى منهم إلا أقل من عشرة، ولا يقتل من أصحابي إلا أقل من عشرة وركب وقاتلهم كما تقدم، وجرى الامر على ما أخبر في الجميع ولم يعبروا النهر، وهي مسطورة في كراماته نقلها صاحب تاريخ فتوح الشام.
ومنها ما أورده ابن شهرآشوب في كتابه ان عليا عليه السلام لما قدم الكوفة وفد عليه الناس وكان فيهم فتى، فصار من شيعته يقاتل بين يديه في مواقفه، فخطب امرأة من قوم فزوجوه فصلى أمير المؤمنين عليه السلام يوما الصبح، وقال لبعض من عنده: اذهب إلى موضع كذا تجد مسجدا إلى جانبه بيت فيه صوت رجل وامرأة يتشاجران، فأحضرهما إلى، فمضى وعاد وهما معه، فقال لهما:
فيم طال تشاجر كما الليلة؟ فقال الفتى: يا أمير المؤمنين ان هذه المرأة خطبتها وتزوجتها فلما خلوت بها وجدت في نفسي منها نفرة منعتني ان ألم بها، ولو استطعت اخراجها ليلا لأخرجتها قبل النهار، فنقمت على ذلك وتشاجرنا إلى أن ورد أمرك، فصرنا إليك، فقال (ع) لمن حضره: رب حديث لا يؤثر من يخاطب به أن يسمعه غيره، فقام من كان حاضرا ولم يبق عنده غيرهما، فقال لها علي (ع): أتعرفين هذا الفتى؟ فقالت: لا، فقال (ع):
إذا أنا أخبرتك بحالة تعلمينها فلا تنكريها؟ قالت: لا يا أمير المؤمنين، قال:
ألست فلانة بنت فلان؟ قالت: بلى، قال (ع) ألم يكن لك ابن عم وكل منكما راغب في صاحبه؟ قالت: بلى، قال: أليس ان أباك منعك عنه ومنعه عنك ولم يزوجه بك وأخرجه من جواره لذلك؟ قالت: بلى، قال: أليس (قد) خرجت ليلة لقضاء الحاجة فاغتالك وأكرهك ووطأك فحملت وكتمت أمرك عن أبيك وأعلمت أمك، فلما آن الوضع أخرجتك أمك ليلا فوضعت
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357