كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ٢٠١
أبى سفيان لعلمهم بعداوته للنبي صلى الله عليه وآله وتسرعه إلى قتاله، فذكروا له ما نالهم منه وسألوه المعونة على قتاله، فقال: أنا لكم حيث تحبون، فاخرجوا إلى قريش فادعوهم إلى حربه واضمنوا لهم النصرة و والثبوت معهم حتى تستأصلوه فطافوا على وجوه قريش ودعوهم إلى حرب النبي صلى الله عليه وآله، فقالوا: أيدينا مع أيديكم ونحن معكم، حتى نستأصله فقالت قريش: يا معشر اليهود: أنتم أهل الكتاب الأول، والعلم السابق، وقد عرفتم ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله وما نحن عليه من الدين فديننا خير أم دينه؟ فقالوا: بل دينكم وأنتم أولى بالحق منه، فنشطت قريش إلى حربه صلى الله عليه وآله، وقال لهم أبو سفيان: قد مكنكم الله من عدوكم واليهود تقاتله معكم، ولا تفارقكم حتى تستأصلوه ومن أتبعه، فقويت نفوسهم وعزائمهم على الحرب ثم جاء اليهود غطفان وقيس غيلان فدعوهم إلى حرب رسول الله صلى الله عليه وآله، وضمنوا لهم النصرة والمعونة، وأخبروهم بموافقة قريش لهم على ذلك، واجتمعوا وخرجت قريش وقائدها أبو سفيان، وخرجت غطفان وقائدها عيينة بن حصن في بنى فزارة والحارث بن عوف في بنى مرة ووبرة بن طريف في قومه من أشجع.
فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وآله باجتماع الأحزاب على قصد المدينة استشار أصحابه فاجمعوا على المقام بالمدينة وحربهم على أنقابها وأشار سلمان الفارسي بحفر الخندق فحفره وعمل فيه بنفسه، وعمل المسلمون وأقبلت الأحزاب بجموعهم، فهالت المسلمين وارتاعوا من كثرتهم، ونزلوا ناحية من الخندق وأقاموا مكانهم بضعا وعشرين ليلة، ولم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصاة.
فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وآله ضعف قلوب أكثر المسلمين من حصارهم ووهنهم في حربهم بعث إلى عيينة بن حصن والحارث بن عوف قائدي غطفان
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357