ولما قتل عمرا أقبل نحو رسول الله صلى الله عليه وآله ووجهه يتهلل فقال له عمر ابن الخطاب هلا سلبته يا علي درعه فما لأحد درع مثلها؟ فقال: إني استحييت أن أكشف عن سوءة ابن عمى.
وروى أنه لما قتل عمرا اجتز رأسه وألقاه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله فقام أبو بكر وعمر فقبلا رأس علي عليه السلام وقال أبو بكر بن عياش: لقد ضرب علي ضربة ما كان في الاسلام ضربة أعز منها يعنى ضربة علي لعمرو بن عبد ود، ولقد ضرب علي ضربة ما كان في الاسلام أشأم منها يعنى ضربة ابن ملجم لعنة الله.
ورأيت في بعض الكتب ولم يحضرني الكتاب عند جمعي هذا أن النبي صلى الله عليه وآله قال حين بارز علي عمرو بن عبد ود: خرج الاسلام كله إلى الشرك كله، وفي هذه الغزاة نزل قوله تعالى:
(إذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم) الآيات إلى آخرها ولم يخلص من العتب إلا علي عليه السلام، ولما قتل هؤلاء النفر قال النبي صلى الله عليه وآله: الان نغزوهم ولا يغزوننا.
وروى أن عبد الله بن مسعود كان يقرأ: (وكفى الله المؤمنين القتال بعلي وكان الله قويا عزيزا) وفي قتل عمرو يقول حسان:
أمسى الفتى عمرو بن عبد يبتغى بجنوب يثرب غارة لم تنظر فلقد وجدت سيوفنا مشهورة ولقد وجدت جيادنا لم تقصر ولقد رأيت غداة بدر عصبة ضربوك ضربا غير ضرب المخسر أصبحت لا تدعى ليوم عظيمة يا عمرو أو لجسيم أمر منكر ولما بلغ شعر حسان بنى عامر أجابه فتى منهم فقال يرد عليه فخره:
كذبتم وبيت الله لا تقتلوننا ولكن بسيف الهاشميين فافخروا