كشف الغمة - ابن أبي الفتح الإربلي - ج ١ - الصفحة ١٩٤
فأيكم يبرز إلي؟ فبرز إليه علي عليه السلام، وقال: والله لا أفارقك اليوم حتى أعجلك بسيفي إلى النار، فاختلفا ضربتين فضربه علي عليه السلام على رجليه فقطعهما وسقط وقال: أنشدك الله والرحم يا ابن عم، فانصرف إلى موقفه فقال له المسلمون:
ألا أجهزت عليه؟ فقال: إنه ناشدني ولن يعيش بعدها فمات من ساعته، وبشر النبي بذلك فسر به.
وروى عن عكرمة قال: سمعت عليا عليه السلام يقول: لما انهزم الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم أحد لحقني من الجزع عليه ما لم أملك نفسي، وكنت أمامه أضرب بسيفي بين يديه، فرجعت أطلبه فلم أره فقلت: ما كان رسول الله ليفر وما رأيته في القتلى وأظنه رفع من بيننا إلى السماء فكسرت جفن سيفي وقلت: لأقاتلن به حتى أقتل، وحملت على القوم فأفرجوا فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وآله وقد وقع مغشيا عليه فنظر إلي وقال: ما فعل الناس يا علي؟ قلت:
كفروا يا رسول الله وولوا الدبر وأسلموك فنظر إلى كتيبة قد أقبلت فقال:
ردهم عنى، فحملت عليهم أضربهم يمينا وشمالا حتى فروا، فقال: أما تسمع مديحك في السماء إن ملكا اسمه رضوان ينادى:
لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فبكيت سرورا وحمدت الله على نعمته، وهذه المناداة بهذا قد نقلها الرواة وتداولها الأخباريون، ولم ينفرد بها الشيعة بل وافقهم على ذلك الجم الغفير.
وروى عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه قال: كان أصحاب اللواء يوم أحد تسعة كلهم قتلهم علي بن أبي طالب عليه السلام عن آخرهم، وانهزم القوم وبارز الحكم بن الأخنس فضربه فقطع رجله من نصف الفخذ فهلك منها وأقبل أمية بن أبي حذيفة بن المغيرة وهو دارع وهو يقول: يوم بيوم بدر وعرض له رجل من المسلمين فقتله وصمد له علي عليه السلام فضربه على هامته، فنشب
(١٩٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 189 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الكتاب 2
2 في أسماء النبي صلى الله عليه وآله 7
3 في ذكر مولده صلى الله عليه وآله 13
4 في ذكر نسبه ومدة حياته 15
5 في ذكر آياته ومعجزاته 20
6 ما ظهر من معجزاته بعد بعثته 23
7 في فضل بني هاشم 29
8 في معنى الآل 41
9 في معنى الأهل وحديث الغدير 48
10 في معنى العترة 53
11 في ذكر الإمامة وانهم خصوا بها 55
12 في عدد الأئمة عليهم السلام 57
13 ذكر الامام علي بن أبي طالب عليه السلام 60
14 في كيفية ولادة أمير المؤمنين عليه السلام 61
15 في إثبات خلافة أمير المؤمنين عليه السلام 63
16 ذكر نسبه عليه السلام من قبل أبيه 64
17 ذكر كناه عليه السلام 66
18 ألقابه عليه السلام 68
19 صفته عليه السلام 74
20 في بيعته عليه السلام وما جاء فيها 77
21 ما جاء في إسلامه وسبقه وسنه يومئذ 77
22 في سبقه إلى الاسلام 81
23 في ذكر الصديقين 87
24 في محبة الرسول إياه وتحريضه على محبته 88
25 في فضل مناقبه 109
26 في انه مع الحق والحق معه 141
27 في بيان انه أفضل الأصحاب 147
28 في وصف زهده في الدنيا 162
29 في شجاعته ونجدته 176
30 غزوة بدر 180
31 غزوة أحد 186
32 غزوة الخندق 196
33 غزوة خيبر 211
34 غزوة الفتح 215
35 غزوة تبوك 227
36 حروبه أيام خلافته 238
37 وقعة الجمل 239
38 حرب صفين 246
39 كتاب معاوية لعمرو بن العاص 257
40 جواب عمرو بن العاص لمعاوية 259
41 موقف عمار بن ياسر في صفين 261
42 ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو ابن العاص 265
43 مخاصمة علي عليه السلام للخوارج 267
44 صفاته في بعض مواقفه 271
45 ما ورد في مدحه 273
46 كراماته وأخباره بالمغيبات 276
47 إسلام الراهب على يده 283
48 رد الشمس له بعد غروبها 285
49 في ذكر رسوخ الايمان في قلبه 290
50 في انه أقرب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم 292
51 ما نزل من القرآن في شأنه 306
52 في مؤاخذات النبي صلى الله عليه وسلم له 333
53 في ذكر سد الأبواب 338
54 في ذكر أحاديث خاصف النعل 343
55 قول النبي صلى الله عليه وسلم له: أنت وارثي وحامل لوائي 343
56 مخاطبته بأمير المؤمنين 348
57 في ذكر تزويجه بفاطمة عليها السلام 357