أصحابك، فقد علمت أن رجلا واحدا من المسلمين أكثر من ألف رجل من المشركين، فباشرهم بنفسك، والقهم بجندك فان الله عز وجل معك فثق به فإنه منجز وعده وناصر عبده، وأنا مع ذلك ممدك بالخيل بعد الخيل والجنود بعد الجنود حتى تكتفى إن شاء الله ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والسلام (1).
فلما أراد أبو بكر رضي الله عنه أن يوجه بالكتاب إلى أبي عبيدة بن الجراح أقبل إليه عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إني قد كتبت إلى أبي عبيدة بهذا الكتاب وعلمت أن معاذ بن جبل وشرحبيل بن حسنة ويزيد بن أبي سفيان هؤلاء الثلاثة هم أمراؤك فاكتب إليهم بما كتبت إلى أبي عبيدة وشجعهم على اللقاء لعدوهم كي لا يجدون في أنفسهم، فكتب إليهم أبو بكر رضي الله عنه نسخة واحدة (2): أما بعد فقد بلغني جمع الروم بأنطاكية وكثرتهم واحتشادهم بها، وما قد أزمعوا عليه من أمورهم وقد علمتم أنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان الله تبارك وتعالى ينصرنا ويمدنا بالملائكة الكرام الأبرار، وإن ذلك الدين الذي ندعوا إليه الناس ونقاتلهم عليه هو هذا الدين، فوربكم لا يجعل الله المسلمين كالمجرمين، ولمن (3) شهد بشهادة الحق كمن يعبد الصلبان ويكفر بالرحمن، وقد كتبت إلى أبي عبيدة بن الجراح بنظير هذا الكتاب، فانظروا إن قضى الله عز وجل لكم مع الروم حروبا فالقوهم بقلوب شديدة وآراء عتيدة فإن الله عز وجل معكم، ولن يخذلكم وقد خبركم في كتابه إن الفئة القليلة من أوليائه تغلب الفئة الكثيرة من أعدائه، فثقوا بالله وارضوا به، وأنا مع ذلك ممدكم بخيل ورجال حتى تكتفوا ولا قوة إلا بالله. (4) قال: ثم وجه أبو بكر رضي الله عنه بهذه الكتب الثلاثة إلى أمراء الأجناد شرحبيل بن حسنة ومعاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان.
قال: ثم دعا أبو بكر بهاشم بن عتبة بن أبي وقاص وهو ابن أخي سعيد بن أبي