كتاب الفتوح - أحمد بن أعثم الكوفي - ج ١ - الصفحة ١٣٧
لحقوا بأمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأما ما ذكرت أنك أقمت في نحر العدو فإن أقمت في بلدك وبلدك أحب إليك من غيره، وأما ما سألتني من المصير إليك فإن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب لم يأمرني بذلك، فكن أنت أميرا على قومك وأنا أمير على قومي - والسلام).
قال: وجرى بينهما اختلاف وبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه (1)، فجمع المهاجرين والأنصار وشاورهم في أن يصير إلى العراق بنفسه، فكل أشار عليه بذلك وقال: يا أمير المؤمنين! إن جيشا تكون فيه أنت خير من جيش لم تحضره، وقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم الله وجهه فقال: يا أمير المؤمنين! إن كل إنسان يتكلم بما يحضره من الرأي، والرأي عندي أن لا تصير إلى العراق بنفسك، فإنك إن صرت إلى العراق وكان مع القوم حرب واختلط الناس لم تأمن أن يكون عدو من الأعداء يرفع صوته ويقول: قتل أمير المؤمنين! فيضطرب أمر الناس ويفشلوا عن حرب عدوهم ويظفر بهم العدو، ولكن أقم بالمدينة ووجه برجل يكفيك أمر العدو وليكن من المهاجرين والأنصار البدريين. فقال عمر: ومن تشير على أن أوجه به يا أبا الحسن؟ قال: أشير عليك أن توجه رجلا يشرح باليسير ويسر بالكثير، فقال عمر: من هذا أشير علي؟ قال علي: أما أنا فاني أشير عليك أن توجه إليهم سعد بن أبي وقاص، فقد عرفت منزلته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال عمر: أحسنت! هو لها، ما لها سواه (2).
قال: ثم دعا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما فقال: يا سعد بني وهب! إن الله تبارك وتعالى إذا أحب خلقا حببه إلى خلقه، وأنا موجهك إلى أرض العراق

(1) في الطبري 3 / 472 فكتب عمر إلى المثنى: إني لم أستعملك على رجل من أصحاب محمد (ص) - يعني جريرا.
(2) لم يكن إرسال سعد بن أبي وقاص إلى العراق بسبب خلاف جرير والمثنى على أية حال. إنما كان بسبب ما بلغ عمر من حدوث تطورات هامة منها:
- تغيير القيادة في فارس، وتمليك يزدجرد الذي ضبط أمورهم وحسن تدبيره واشتدت المملكة وقوي أمر الفرس.
- ارتداد أهل السواد وإخراج المسلمين عن المروج. وخرقوا العهود التي كانت في أيديهم.
- ارسال المسلمين إلى عمر يطلبون المدد بعد اجتماع الفرس على ملكهم واطمئنان الفرس واستيثاقهم لقوتهم، وتباريهم في طاعته (اليعقوبي 2 / 143 الكامل لابن الأثير 2 / 95 الطبري 3 / 477 فتوح البلدان ص 255).
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 ذكر ابتداء سقيفة بني ساعدة وما كان من المهاجرين والأنصار 6
2 ذكر مسير خالد بن الوليد إلى أهل الردة 9
3 ذكر الفجاءة بن عبد ياليل السلمي وما فعل بالمسلمين وكيف أحرق بالنار أول حرب أهل الردة 13
4 ذكر الأسارى الذين وجه بهم خالد بن الوليد إلى أبي بكر وما كان من أمرهم 15
5 ذكر أمر مسيلمة الكذاب وما كان من حروبه مع خالد بن الوليد والمسلمين 21
6 ذكر سجاح بنت الحارث التميمية لما زوجت نفسها من مسيلمة 22
7 ذكر كتاب أبي بكر رضي الله عنه إلى خالد بن الوليد في أمر مسيلمة 23
8 ذكر مجاعة بن مرارة وسارية بن عامر 25
9 ذكر الوقعة بين مسيلمة وخالد بن الوليد ومقتل مسيلمة 27
10 ذكر البراء بن مالك أخي أنس بن مالك 28
11 ذكر الصلح الذي جرى بين خالد بن الوليد وبين مجاعة بن مرارة 33
12 ذكر عدد القتلى الذين قتلوا من المسلمين والكتاب الذي ورد على خالد من المدينة 34
13 ذكر كتاب خالد بن الوليد إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهما بعد قتل مسيلمة وجواب الكتاب 35
14 ذكر تزوج خالد بن الوليد رضي الله عنه إلى مجاعة بن مرارة بابنته بأرض اليمامة 36
15 ذكر ارتداد أهل البحرين ومحاربة المسلمين إياهم 37
16 ذكر مسير العلاء بن الحضرمي إلى البحرين ومحاربة الكفار الذين بها 40
17 ذكر ارتداد أهل حضرموت من كندة ومحاربة المسلمين إياهم 45
18 ذكر كتاب أبي بكر إلى الأشعث بن قيس ومن معه من قبائل كندة 54
19 ذكر المشورة التي وقعت بالمدينة في أمر الأشعث بن قيس وأصحابه 56
20 ذكر كتاب أبي بكر إلى عكرمة بن أبي جهل 57
21 ذكر مسير عكرمة بن أبي جهل إلى الأشعث بن قيس 58
22 ذكر كتاب عامل أهل دبا إلى أبي بكر رضي الله عنه وهو حذيفة بن محصن 58
23 ذكر الفتوحات التي كانت بعد الردة مع الفرس والروم وأصنافهم من الكفرة 70
24 ذكر ابتداء مسير خالد بن الوليد رضي الله عنه من أرض اليمامة إلى أرض العراق 72
25 ذكر كتاب أبي بكر إلى خالد بن الوليد رضي الله عنهما 72
26 ذكر كيفية الاستيلاء على بلاد الشام في خلافة الصديق رضي الله عنه 79
27 ذكر الهلقام بن الحارث وما كان من أمره قبل إسلامه، رواه بعض العلماء عن آخر 86
28 ذكر جبلة بن الأيهم ومخاطبته مع المسلمين من قبل هرقل ملك الروم 102
29 ذكر مسير المسلمين إلى أنطاكية ودخولهم على الملك 103
30 ذكر كتاب أبي بكر الصدق إلى خالد بن الوليد رضي الله عنهما 106
31 ذكر كتاب خالد بن الوليد إلى أبي عبيدة وأصحابه رضي الله عنهم 110
32 ذكر وقعة أجنادين وهي أول وقعة لخالد بن الوليد مع الروم 115
33 ذكر كتاب خالد بن الوليد إلى أبي بكر رضي الله عنه بخبر وقعة أجنادين 117
34 ذكر وقعة مرج الصفر آخر وقعة أجنادين 119
35 ذكر وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه قبل فتح دمشق 121
36 ذكر خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه 124
37 ذكر كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أهل الشام بتعزية أبي بكر وذكر وفاته رحمه الله عليه (وفيه عزل خالد بن الوليد وإمارة أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما) 124
38 ذكر تحرك الفرس بالعراق بعد فتح دمشق 128
39 ذكر وقعة الجسر وهي أول وقعة للمسلمين مع الفرس 134
40 ذكر تحرك الروم بأرض الشام من أرض فلسطين 138
41 ذكر الوقعة بمدينة بعلبك 140
42 ذكر رسالة الروم إلى أبي عبيدة وإجابته إياهم على كتابهم 141
43 ذكر مسير معاذ بن جبل إلى الروم وما كان من كلامه معهم 142
44 ذكر الرومي الذي جاء إلى أبي عبيدة وكلامه 146
45 ذكر وقعة فحل من أرض فلسطين ومن قتل فيها من المسلمين وغيرهم 150
46 ذكر مسير سعد بن أبي وقاص إلى القادسية ونزوله عليها ومحاربتهم 154
47 [يوم أرماث] 159
48 [يوم أغواث] 160
49 [يوم السواد] 161
50 خبر أبي محجن الثقفي وحبسه وتوبته 163
51 ذكر عبور المسلمين الدجلة 168
52 ذكر فتح المسلمين مدينة حمص من أرض الشام واجتماع المسلمين عليها 169
53 ذكر كتاب أبي عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما 170
54 ذكر مصير الروم إلى هرقل ملك الروم وكلامهم له وكلامه لهم وإجماع الروم على المسلمين وسيرهم إلى ما قبلهم وهي وقعة اليرموك 172
55 ذكر وصية هرقل ملك الروم لوزيره الأكبر ماهان في أمر سفره إلى حرب المسلمين 173
56 ذكر المشورة التي كانت بين أبي عبيدة بن الجراح وبين المسلمين في أمر الروم 175
57 ذكر كتاب أبي عبيدة بن الجراح إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما يخبر جمع الروم 177
58 ذكر كتاب عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة بن الجراح 178
59 ذكر مسير الروم إلى اليرموك ونزولهم هنالك 180
60 ذكر جواب كتاب أبي عبيدة بن الجراح من عمر بن الخطاب رضي الله عنهما 181
61 ذكر مسير خالد بن الوليد إلى ماهان وزير ملك الروم وما كان بينهما 187
62 ذكر كلام خالد بن الوليد لماهان وجوابه 190
63 ثم رجعنا إلى ما كان من أمر العراق (وقعة جلولاء) 210
64 ذكر مسير المسلمين بعد فتح جلولاء إلى خانقين وغيرها 215
65 ذكر ما كان من زريب بن برثملا وكلامه للمسلمين ونضلة بن معاوية الأنصاري 217
66 ذكر ما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه في مسجد الكوفة 221
67 ذكر فتح بيت المقدس على يدي عمر بن الخطاب رضي الله عنه 222
68 ذكر كتاب أبي عبيدة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنهما بأمر أهل بيت المقدس 223
69 ذكر المشورة التي أشاروا على عمر بن الخطاب رضي الله عنه بالمدينة 224
70 ذكر اسلام كعب الأحبار 228
71 خبر جبلة بن الأيهم الغساني وما كان من إسلامه ورجوعه عن دين الاسلام 232
72 ذكر الطاعون الذي وقع بالشام ومن مات هنالك من المسلمين 238
73 ذكر وفاة معاذ وولده عبد الرحمن 241
74 ذكر فتح مدينة الرقة من بلاد الجزيرة 249
75 ذكر فتح مدينة الرهاء من بلاد الجزيرة 252
76 خبر بسر بن أرطأة وعياض بن غنم 254
77 ذكر كتاب عمر بن الخطاب إلى عياض 254
78 إرسال عياض بن غنم لميسرة بن مسروق العبسي إلى أطراف الخابور 257
79 مسير الأشتر النخعي نحو آمد وميافارقين 259
80 تدبير عياض بن غنم لفتح مدينة نصيبين 259
81 رسالة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه إلى عياض بن غنم 260
82 رسالة يزيد بن أبي سفيان إلى أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه 261
83 ذهاب معاوية بن أبي سفيان إلى نواحي عسقلان 263
84 ذكر توجه عمرو بن العاص نحو النوبة وفتحها 266