وعشرين، يوم العيد وسار صاحب دمشق إلى بيسان وأقام بها وعاد الملك الأشرف من عند أخيه واجتمع هو وصاحب دمشق ولم يكن الأشرف في كثرة من العسكر فبينما هما جالسان في خيمة لهما وإذ قد دخل عز الدين أيبك مملوك المعظم الذي كان صاحب دمشق وهو أكبر أمير مع ولده فقال لصاحبه داود قم اخرج وإلا قبضت الساعة فأخرجه ولم يمكن الأشرف منعه لأن أيبك كان قد أركب العسكر الذي له جميعه وكانوا أكثر من الذين مع الأشرف فخرج داود وسار هو وعسكره إلى دمشق.
وكان سبب ذلك أن أيبك قيل له ان الأشرف يريد القبض على صاحبه واخذ دمشق منه ففعل ذلك فلما عادوا وصلت العساكر من الكامل إلى الأشرف وسار فنازل دمشق وحصرها وأقام محاصرا لها إلى ان وصل اليه الملك الكامل فحينئذ اشتد الحصار وعظم الخطب على أهل البلد وبلغت القلوب الحناجر.
وكان من أشد الأمور على صاحبها ان المال عنده قليل لأن أمواله بالكرك ولوثوقه بعمه الأشرف لم يحضر منها شيئا فاحتاج إلى ان باع حلي نسائه وملبوسهم وضاقت الأمور عليه فخرج إلى عمه الكامل وبذل له تسليم دمشق على ان يبقي عليه الكرك وقلعة الشوبك والغور ونابلس وتلك الأعمال وان يبقى على ايبك صرخد وأعمالها.
وتسليم الكامل دمشق وجعل نائبه بالقلعة إلى ان سلم اليه اخوه الأشرف حران والرها والرقة وسروج ورأس العين من الجزيرة فلما تسلم ذلك سلم قلعة دمشق إلى أخيه الأشرف فدخلها وأقام بها وسار الكامل إلى الديار الجزرية فأقام بها إلى ان استدعى أخاه الأشرف بسبب حصر جلال الدين