ورحلوا عن قفجاق، وأجلوهم عنهم واستولوا عليها وساحوا في تلك الأرض حتى وصلوا إلى بلاد الروس وقد تقدم ذكر جميعه مستقصى وإنما أوردناه ههنا جملة ليعلم الذي كان في هذه السنة من حوادثهم.
وفيها توفي صديقنا أمين الدين ياقوت الكاتب الموصلي ولم يكن في زمانه من يكتب ما يقاربه ولا من يؤدي طريقة ابن البواب مثله وكان ذا فضائل جمة من علم الأدب وغيره وكان كثير الخير نعم الرجل مشهورا في الدنيا والناس متفقون على الثناء الجميل عليه والمدح له ولهم فيه أقوال كثيرة نظما ونثرا فمن ذلك ما قاله نجيب الدين الحسين بن علي الواسطي من قصيدة يمدحه بها:
(جامع شارد العلوم ولولاه * لكانت الفضائل ثكلى) (ذو يراع تخاف سطوته الأسد وتعنو له الكتائب دلا *) (وإذا افتر ثغره عن سواد * في بياض فالبيض والسمر خجلى) (أنت بدر والكاتب بن هلال * كأبيه لا فخر فيمن تولى) ومنها.
(إن يكن أولا فإنك بالتف * ضيل أولى لقد سبقت وصلى) وهي طويلة والكاتب بن هلال هو ابن البواب الذي هو أشهر من أن يعرف.
وفيها توفي جلال الدين الحسن وهو من أولاد الحسن بن الصباح الذي تقدم ذكره صاحب الموت وكردكوه وهو مقدم الإسماعيلية وقد ذكرنا أنه كان قد اظهر شريعة الإسلام من الأذان والصلاة وولي بعده ابنه علاء الدين محمد.