ساعة من نهار، فبلغ الخبر إلى غياث الدين فأمر بالنداء: من نهب مالا أو آذى أحدا فدمه حلال؛ فأعاد الناس ما نهبوه عن آخره.
ولقد حدثني بعض أصدقائنا من التجار وكان بنيسابور في هذه الحادثة نهب من متاعي شيء من جملته سكر فلما سمع العسكر النداء ردوا جميع ما أخذوا مني وبقي لي بساط وشئ من السكر مع جماعة فطلبته منهم فقالوا أما السكر فأكلناه فنسألك ان لا يسمع أحد وإن أردت ثمنه أعطيناك فقلت أنتم في حل منه ولم يكن البساط مع أولئك قال فمشيت إلى باب البلد مع النظارة فرأيت البساط الذي لي قد ألقي عند باب البلد لم يجسر أحد يأخذه فأخذته وقلت هذا لي فطلبوا مني من يشهد به فأحضرت من شهد لي وأخذته.
ثم إن الخوارزميين تحصنوا بالجامع فأخرجهم أهل البلد فأخذهم الغورية ونهبوا مالهم وأخذ علي شاه بن خوارزم شاه وأحضر عند غياث الدين راجلا فأنكر ذلك على من أحضره وعظم الأمر فيه وحضرت دابة كانت لعلي شاه وقال لغياث الدين أهكذا يفعل بأولاد الملوك فقال لا بل هكذا وأخذ بيده وأقعده معه على السرير وطيب نفسه وسير جماعة الأمراء الخوارزمية إلى هراة تحت الاستظهار وأحضر غياث الدين ابن عمه وصهره على ابنة ضياء الدين محمد بن أبي الغوري وولاه حرب خراسان وخراجها ولقبه علاء الدين وجعل معه وجوه الغورية ورحل إلى هراة وسلم علي شاه إلى أخيه شهاب الدين وأحسن إلى أهل نيسابور وفرق فيهم مالا كثيرا.
ثم رحل بعده شهاب الدين إلى ناحية قهستان فوصل إلى قرية فذكر