فقال: وددت والله انك قدرت على ذلك.
وكان مروان ذلك اليوم لا يدبر شيئا إلا ما كان فيه الخلل فأمر بالأموال فأخرجت وقال للناس اصبروا وقاتلوا فهذه الأموال لكم فجعل ناس من الناس يصيبون من ذلك فقيل له: أن الناس قد مالوا على هذا المال ولا نأمنهم أن يذهبوا به فأرسل إلى ابنه عبد الله أن سر في أصحابك إلى قوم عسكرك فاقتل من اخذ من المال فامنعهم.
فمال عبد الله برايته وأصحابه فقال الناس الهزيمة الهزيمة فانهزم مروان وانهزموا وقطع الجسر وكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل.
فكان ممن غرق يومئذ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك بن المخلوع فاستخرجوه في الغرقى فقرا عبد الله: (وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون) وقيل بل قتله عبد الله بن علي بالشام.
وقتل في هذه الوقعة سعيد بن هشام بن عبد الملك وقيل بل قتله عبد الله بالشام.
وأقام عبد الله بن علي في عسكره سبعة أيام فقال رجل من ولد سعيد بن العاص يعير مروان:
(لج الفرار بمروان فقلت له * عاد الظلوم ظليما همه الهرب) (أين الفرار وترك الملك إذ ذهبت * عنك الهوينا فلا دين ولا حسب)