واشتقنا من نبعته، جعله من أنفسنا عزيزا عليه ما عنتنا حريصا علينا بالمؤمنين رؤوفا رحيما ووضعنا من الإسلام وأهله بالموضع الرفيع وانزل بذلك على أهل الإسلام كتابا يتلى عليهم فقال تبارك وتعالى فيما انزل من محكم كتابه: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا)؛ وقال تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى)؛ وقال: (وأنذر عشيرتك الأقربين)؛ وقال: (وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى) وقال: (واعلموا انما غنمتم من شيء فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى) فأعلمهم جل ثناؤه فضلنا وأوجب عليهم حقنا ومودتنا وأجزل من الفيء والغنيمة نصيبنا تكرمة لنا وفضلا علينا والله ذو الفضل العظيم.
وزعمت الشامية الضلال أن غيرنا أحق بالرياسة والسياسة والخلافة منا فشاهت وجوههم بم ولم أيها الناس وبنا هدى الله الناس بعد ضلالتهم وبصرهم بعد جهالتهم وأنقذهم بعد هلكتهم واظهر بنا الحق ودحض الباطل وأصلح بنا منهم ما كان فاسدا ورفع بنا الخسيسة وتمم بنا النقيصة وجمع الفرقة حتى عاد الناس بعد العداوة وأهل التعاطف والبر والمواساة في دنياهم وإخوانا على سرر متقابلين في آخرتهم فتح الله ذلك منة وبهجة لمحمد فلما قبضه الله إليه وقام بالأمر