وصفنا، فلما ثقل عهد في كتاب كتبه لبعض بينه وهو غلام لم يبلغ فقال له رجاء بن حيوة ما تصنع يا أمير المؤمنين ان مما يحفظ الخليفة في قبره أن يستخلف على الناس الرجل الصالح فقال سليمان أنا أستخير الله وأنظر [فيه]. ولم أعزم [عليه]؛ فمكث سليمان يوما أو يومين ثم خرقه ودعا رجاء فقال ما ترى في ولدي داود فقال رجاء هو غائب عن القسطنطينية ولا تدري أحي [هو] أم لا. قال: فمن ترى؟ قال يا أمير المؤمنين رأيك يا أمير المؤمنين قال فكيف ترى في عمر بن عبد العزيز فقال رجاء فقلت أعلمه والله خيرا فاضلا سليما قال سليمان هو والله على ذلك ولئن وليته ولم أول أحدا سواه لتكونن فتنة ولا يتركونه أبدا يلي عليهم إلا أن يجعل أحدهم بعده، وكان عبد الملك قد عهد إلى الوليد وسليمان أن يجعلا أخاهما يزيد ولي عهد فأمر سليمان أن يجعل يزيد بن عبد الملك بعد عمر وكان يزيد غائبا في الموسم. قال رجاء: قلت رأيك. فكتب:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب من عبد الله سليمان أمير المؤمنين لعمر بن عبد العزيز إني قد وليتك الخلافة بعدي ومن بعدك يزيد بن عبد الملك فاسمعوا له وأطيعوا واتقوا الله ولا تختلفوا فيطمع فيكم وختم الكتاب ثم أرسل إلى كعب بن جابر العبسي صاحب شرطته فقال ادع أهل بيتي فجمعهم كعب ثم قال سليمان لرجاء بعد اجتماعهم اذهب بكتابي إليهم وأخبرهم بكتابي ومرهم فيبايعوا من وليت فيه.
ففعل رجاء فقالوا: ندخل ونسلم على أمير المؤمنين قال نعم فدخلوا فقال لهم سليمان في هذا الكتاب الذي في يد رجاء بن حيوة عهدي فاسمعوا وأطيعوا لمن سميت فيه فبايعوه رجلا رجلا وتفرقوا.