العهود بذلك. وقدم على نصر عبد الملك بن سعد العودي وأبو جعفر عيسى بن حرز من مكة فقال نصر لعبد الحكم العوذي وهم بطن من الأزد أما ترى ما فعل سفهاء قومك فقال بل سفهاء قومك طالت ولايتها بولايتك [وصبرت لولاية لقومك] دون ربيعة واليمن فنظروا، في ربيعة واليمن علماء وسفهاء فغلب السفهاء العلماء فقال أبو جعفر عيسى لنصر أيها الأمير حسبك من الولاية وهذه الأمور فإنه قد أظلك أمر عظيم سيقوم رجل مجهول النسب يظهر السواد ويدعو إلى دولة تكون فيغلب على الأمر وأنتم تنظرون فقال نصر ما أشبه أن يكون كما تقول لقلة الوفاء وسوء ذات البين فقال أن الحرث مقتول مصلوب وما الكرماني من ذلك ببعيد.
فلما خرج نصر بن مرو غلب الكرماني وخطب الناس فأمنهم وهدم الدور ونهب الأموال فأنكر الحرث عليه ذلك فهم الكرماني به ثم تركه.
واعتزل بشر بن جرموز الضبي في خمسة آلاف وقال للحرث إنما قتلت معك طلب العدل فأما إذا أنت مع الكرماني فما تقاتل إلا ليقال غلب الحرث وهؤلاء يقاتلون عصبية فلست مقاتلا معك فنحن الفئة العادلة لا نقاتل إلا من يقاتلنا.
واتى الحرث مسجد عياض وأرسل إلى الكرماني يدعوه إلى أن يكون الأمر شورى فأبى الكرماني فانتقل الحرث عنه وأقاموا أياما.
ثم أن الحرث أتى السور فثلم فيه ثلمة ودخل البلد واتى الكرماني فاقتتلوا