الناس منه العطاء وهو يخطب، فقال نصر: إياكم والمعصية! وعليكم بالطاعة والجماعة فوثب أهل السوق إلى أسواقهم فغضب نصر وقال مالكم عندي عطاء ثم قال كأني بكم وقد نبع من تحت أرجلكم شر لا يطاق وكأني بكم مطرحين في الأسواق كالجزر المنحورة إنه لم تطل ولاية رجل إلا ملوها وأنتم يا أهل خراسان مسلحة في نحور العدو فإياكم ان يختلف فيكم سفيان إنكم تريشون أمرا بريدون به الفتنة ولا أبقى الله الفتنة ولا أبقى الله عليكم لقد نشرتكم وطويتم [وطويتكم ونشرتكم] فما عندي منكم عشرة وإني وإياكم كما قيل:
(استمسكوا أصحابنا بحدو بكم * فقد عرفنا خيركم وشركم) فاتقوا الله فوالله لئن اختلف فيكم سفيان ليتمنين أحدكم أنه ينخلع من ماله وولده يا أهل خراسان إنكم قد غمطتم الجماعة وركنتم إلى الفرقة ثم تمثل بقول النابغة الذبياني:
(فإن يغلب شقاؤكم عليكم * فإني في صلاحكم سعيت) وقدم على نصر عهده على خراسان من عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فقال الكرماني لأصحابه الناس في فتنة فانظروا لأموركم رجلا.
وإنما سمي الكرماني لأنه ولد بكرمان واسمه جديع بن علي الأزدي المعني فقالوا: له أنت لنا.