وسار أسد إلى بلخ فعسكر في مرجها حتى أتى الشتاء ثم فرق الناس في الدور ودخل المدينة وكان الحرث بن سريج بناحية طخارستان فانضم إلى خاقان فلما كان وسط الشتاء أقبل خاقان وكان لما فارق أسد أتى طخارستان فأقام عنه جبوية فأقبل فأتى الجوزجان وبث الغارات.
وسبب مجيئه أن الحرث أخبره أنه لا نهوض بأسد فلم يبق معه كثير جهد ونزل جزة فأتى الخبر إلى أسد بنزول خاقان بجزة فأمر بالنيران فرفعت بالمدينة فجاء الناس من الرساتيق إليها فأصبح أسد وصلى صلاة العيد عيد الأضحى وخطب الناس وقال إن عدو الله الحرث استجلب الطاغية ليطفئ نور الله ويبدل دينه والله مذله إن شاء الله وإن عدوكم قد أصاب من إخوانكم من أصاب وإن يرد الله نصركم لن يضركم قلتكم وكثرتهم فاستنصروا الله وإن أقرب ما يكون العبد من ربه إذا وضع جبهته له وإني نازل وواضع جبهتي فاسجدوا له وادعوه مخلصين ففعلوا ورفعوا رؤوسهم ولا يشكون في الفتح ثم نزل وضحى وشاور الناس في المسير إلى خاقان فقال قوم تحفظ مدينة بلخ وتكتب إلى خالد والخليفة تستمده وقال قوم نأخذ في طريق زم فتسبق خاقان إلى لا مرو وقال قوم بل تخرج إليهم فوافق خراسان والشام واستخلف على بلخ الكرماني بن علي وأمره أن لا يدع أحدا يخرج من مدينتها وإن ضرب الترك بابها ونزل بابا من أبواب بلخ وصلى بالناس ركعتين طولهما ثم استقبل القبلة ونادى في الناس ادعوا الله تعالى وأطال الدعاء فلما فرغ قال