فحاربهم محاربة طويلة وثبتوا له واستقبلوا جمعه وهو من أصحابه في زهاء خمسمائة رجل لانهم لم يكونوا تكاملوا وطمعوا فيه ثم صدقهم وأكب عليهم فمنحه الله أكتافهم فمن مقتول وأسير وغريق وملجج في الماء بقدر اقتداره على السباحة التقطته الشذا والسميريات في دجلة والنهر فلم يفلت من ذلك الجيش الا أقله وانصرف أبو العباس بالفتح ومعه ثابت وقد علقت الرؤوس في الشذوات وصلب الأسارى فيها فاعترضوا بهم مدينتهم ليرهبوا بهم أشياعهم فلما رأوهم أبلسوا وأيقنوا بالبوار وأدخل الأسارى والرؤوس إلى الموفقية وانتهى إلى أبى احمد أن صاحب الزنج موه على أصحابه وأوهمهم ان الرؤس والمرفوعة مثل مثلت لهم ليراعوا وان الأسارى من المستأمنة فأمر المرفق عند ذلك أبا العباس بجمع الرؤس والمسير بها إلى ازاء قصر الفاسق والقذف بها في منجنيق منصوب في سفينة إلى عسكره ففعل أبو العباس ذلك فلما سقطت الرؤس في مدينتهم عرف أولياء القتلى رؤس أصحابهم فظهر بكاؤهم وتبين لهم كذب الفاجر وتمويهه (وفى شوال) من هذه السنة كانت لأصحاب ابن أبي الساج وقعة بالهيصم العجلي قتلوا فيها مقدمته وغلبوا على عسكره فاحتووه (وفى ذي القعدة) منها كانت لزيرك وقعة مع جيش لصاحب الزنج بنهر ابن عمر قتل زيرك منها فيها خلقا كثيرا ذكر الخبر عن سبب هذه الوقعة * ذكر أن صاحب الزنج كان أمر باتخاذ شذوات فعملت له فضمها إلى ما كان يحارب به وقسم شذواته ثلاثة أقسام بين بهبوذ ونصر الرومي وأحمد بن الزرنجى وألزم كل واحد منهم غرم ما يضيع على يديه منها وكانت زهاء خمسين شذاة ورتب فيها الرماة وأصحاب الرماح واجتهدوا في إكمال عدتهم وسلاحهم وأمرهم بالمسير في دجلة والعبور إلى الجانب الشرقي والتعرض لحرب أصحاب الموفق وعدة شذوات الموفق يومئذ قليلة لأنه لم يكن وافاه كل ما كان أمر باتخاذه وما كان عنده منها فمتفرق في فوهة البحر وفوهة الأنهار التي يأتي الزنج منها المير فغلظ أمر أعوان الفاجر وتهيأ له أخذ شذاة بعد شذاة من شذا الموفق وأحجم
(٨٣)