مسجد الجامع للنصف من شوال إلى داره بين باب البصرة وباب الكوفة وجاؤه من ناحية الكرخ فأصعد الطائي أصحابه على السطوح فرموهم بالنشاب وأقام رجاله على بابه وفى فناء داره بالسيوف والرماح فقتل بعض العامة وجرحت منهم جماعة ولم يزالوا يقاتلونهم إلى الليل فلما كان الليل انصرفوا وباكروه من غد فركب محمد بن طاهر فسكن الناس وصرفهم عنه (وفيها) توفى إسماعيل ابن بريه الهاشمي يوم الثلاثاء لاحدى عشرة ليلة بقيت من شوال منها ولثمان بقين منها توفى عبيد الله بن عبد الله الهاشمي (وفيها) كانت للزنج بواسط حركة فصاحوا انكلاى يا منصور وكان انكلا والمهلبي وسليمان بن جامع والشعراني والهمداني وآخر معهم من قواد الزنج محتبسين في دار محمد بن عبد الله بن طاهر بمدينة السلام في دار البطيخ في يد غلام من غلمان الموفق يقال له فتح السعيدي فكتب الموفق إلى فتح أن يوجه برؤس هؤلاء الستة فدخل إليهم فجعل يخرج الأول فالأول منهم فذبحهم غلام له وقلع رأس بالوعة في الدار وطرحت أجسادهم فيها وسد رأسها ووجه رؤوسهم إلى الموفق (وفيها) ورد كتاب الموفق على محمد بن طاهر في جثت هؤلاء الستة المقتولين فأمره بصلبها بحضرة الجسر فأخرجوا من البالوعة وقد انتفخوا وتغيرت روائحهم وتقشر بعض جلودهم فحملوا في المحامل المحمل بين رجلين وصلب ثلاثة منهم في الجانب الشرقي وثلاثة في الجانب الغربي وذلك لسبع بقين من شوال من هذه السنة وركب محمد بن طاهر حتى صلبوا بحضرته (وفيها) صلح أمر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعمرت وتراجع الناس إليها (وفيها) غزا الصائفة يا زمان (وحج بالناس) فيها هارون بن محمد بن إسحاق بن عيسى بن موسى الهاشمي ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث ففيها كانت وقعة بين أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف وعمرو بن الليث الصفار
(١٥١)