وأعلام من أعلام الخارجي (وفى هذه السنة) كثرت الأمراض والعلل ببغداد في الناس وذكر أن الكلاب والذئاب كلبت فيها بالبادية فكانت تطلب الناس والدواب والبهائم فإذا عضت انسانا أهلكته (وحج بالناس) فيها الفضل ابن عبد الملك الهاشمي ثم دخلت سنة إحدى وثلثمائة ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك عزل المقتدر محمد بن عبيد الله عن الوزارة وحبسه إياه مع ابنيه عبيد الله وعبد الواحد وتصييره علي بن عيسى بن داود بن الجراح له وزيرا (وفيها) كثر أيضا الوباء ببغداد فكان بها منه نوع سموه حنينا ومنه نوع سموه الماسرا فأما الحنين فكانت سليمة وأما الماسرا فكانت طاعونا قتالة (وفيها) أحضر دار الوزير علي بن عيسى رجل ذكر أنه يعرف بالحلاج ويكنى أبا محمد مشعوذ ومعه صاحب له سمعت جماعة من الناس يزعمون أنه يدعى الربوبية فصلب هو وصاحبه ثلاثة أيام كل يوم من ذلك من أوله إلى انتصافه ثم ينزل بهما فيؤمر بهما إلى الحبس فحبس مدة طويلة فافتتن به جماعة منهم نصر القشوري وغيره إلى أن ضج الناس ودعوا على من يعيبه وفحش أمره وأخرج من الحبس فقطعت يداه ورجلاه ثم ضربت عنقه ثم أحرق بالنار (وفيها) غزا الصائفة الحسين بن حمدان بن حمدون فورد كتاب من طرسوس يذكر فيه أنه فتح حصونا كثيرة وقتل من الروم خلقا كثيرا (وفيها) قتل أحمد بن إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان وما وراء النهر قتله غلام له تركي أخص غلمانه به ذبحا هو وغلامان معه دخلوا عليه في قبته ثم هربوا فلم يدركوا (وفيها) وقع الاختلاف بين نصر بن أحمد بن إسماعيل ابن أحمد وعم أبيه إسحاق بن أحمد فكان مع نصر بن أحمد غلمان أبيه وكتابه وجماعة من قواده والأموال والكراع والسلاح وانحاز بعد قتل أبيه إلى بخارى وإسحاق بن أحمد بسمرقند وهو عليل من نقرس به فدعا الناس بسمرقند إلى
(٢٥٥)