إلى مدينة السلام فردت مضارب المكتفى التي أخرجت إلى باب الشماسية ووجه في رد خزائنه فردت وقد كانت جاوزت تكريت ثم وجه فاتك بالخليجي من مصر وجماعة ممن أسر معه مع بشر مولى محمد بن أبي الساج إلى مدينة السلام فلما كان في يوم الخميس للنصف من شهر رمضان من هذه السنة أدخل مدينة السلام من باب الشماسية وقدم بين يديه إحدى وعشرون رجلا على جمال وعليهم برانس ودراريع حرير منهم ابنا بينك فيما قيل وابن أشكال الذي كان صار إلى السلطان من عسكر عمرو الصفار في الأمان وصندل المزاحمي الخادم الأسود فلما وصل الخليجي إلى المكتفى فنظر إليه أمر بحبسه في الدار وأمر بحبس الآخرين في الجديد فرجه بهم إلى ابن عمرويه وكانت إليه الشرطة ببغداد ثم خلع المكتفى على وزيره العباس ابن الحسن خلعا لحسن تدبيره في هذا الفتح وخلع على بشر الأفشيني * ولخمس خلون من شوال أدخل بغداد رأس القرمطي المسمى نصرا الذي كان انتهب هيت منصوبا على قناة * ولسبع خلون من شوال ورد الخبر مدينة السلام أن الروم أغاروا على قورس فقاتلهم أهلها فهزموهم وقتلوا أكثرهم وقتلوا رؤساء بنى تميم ودخلوا المدينة وأحرقوا مسجدها واستاقوا من بقى من أهلها (وحج بالناس في هذه السنة) الفضل بن عبد الملك الهاشمي ثم دخلت سنة أربع وتسعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث الجليلة فمما كان فيها مر ذلك دخول ابن كيغلغ طرسوس غازيا في أول المحرم وخرج معه رستم وهى غزاة ستم الثانية فبلغوا سلندوا ففتح الله عليهم وصاروا إلى آلس فحصل في أيديهم نحو من خمسة آلاف رأس وقتلوا من الروم مقتلة عظيمة وانصرفوا سالمين * ولاثنتي عشرة خلت من المحرم ورد الخبر مدينة السلام أن زكرويه ابن مهرويه القرمطي ارتحل من الموضع المعروف بنهر المثنية يريد الحاج وأنه وافى موضعا بينه وبين واقصة أربعة أميال وذكر عن محمد بن داود أنهم مضوا في
(٢٤٣)