وضم إليه جماعة من القواد وجندا كثيرا * ولسبع خلون من شوال منها خلع على فاتك وبدر الحمامي لما ندبا إليه من الخروج إلى مصر وأمرا بسرعة الخروج ثم شخص فاتك وبدر الحمامي لاثنتي عشرة خلت من شوال (وللنصف) من شوال منها دخل مدينة طرسوس رستم بن بردوا واليا عليها وعلى الثغور الشأمية (وفيها) كان الفداء بين المسلمين والروم وأول يوم من ذلك كان لست بقين من ذي القعدة منها فكان جملة من فودى به من المسلمين فيما قيل ألفا ونحوا من مائتي نفس ثم غدر الروم فانصرفوا ورجع المسلمون بمن بقى معهم من أسارى الروم فكان عهد الفداء والهدنة من أبى العشائر والقاضي ابن مكرم فلما كان من أمر أندر ونقس ما كان من غارته على أهل مرعش وقتله أبا الرجال وغيره عزل أبو العشائر وولى رستم فكان الفداء على يديه وكان المتولي أمر الفداء من قبل الروم رجل يدعى اسطانه (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك بن عبد الله ابن العباس بن محمد ثم دخلت سنة ثلاث وتسعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من ورود الخبر لخمس بقين من صفر بأن الخليجي المتغلب على مصر واقع أحمد بن كيغلغ وجماعة من القواد بالقرب من العريش فهزمهم أقبح هزيمة فندب للخروج إليه جماعة من القواد المقيمين بمدينة السلام فيهم إبراهيم ابن كيغلغ فخرجوا * ولسبع خلون من شهر ربيع الأول منها وافى مدينة السلام قائد من قواد طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث الصفار مستأمنا يعرف بأبي قابوس مفارقا عسكر السجزية وذلك أن طاهر بن محمد فيما ذكر تشاغل باللهو والصيد ومضى إلى سجستان للصيد والنزهة فغلب على الامر بفارس الليث بن علي بن الليث وسبكرى مولى عمرو بن الليث ودبر الامر في عمل طاهر والاسم له فوقع بينهم وبين أبى قابوس تباعد ففارقهم وصار إلى باب السلطان فقبله السلطان وخلع
(٢٣٥)