ابن الليث فاعتزل عسكره في آلاف من أصحابه فصار إلى أبى الساج فقبله وأقام معه بالأهواز وبعث إليه من سامرا بخلعة ثم سأل ابن زيدويه السلطان توجيه الحسين ابن طاهر بن عبد الله معه إلى خراسان * وسار مسرور البلخي مقدمة لأبي أحمد من سامرا لسبع خلون من ذي الحجة وخلع عليه وعلى أربعة وثلاثين من قواده فيما ذكر وشيعه وليا العهد واتبعه الموفق شاخصا من سامرا لتسع بقين من ذي الحجة (وحج) بالناس فيها الفضل بن إسحاق بن الحسن بن إسماعيل بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس * ومات الحسن بن محمد بن أبي الشوارب فيها بمكة بعد ما حج ثم دخلت سنة اثنتين وستين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمما كان فيها من ذلك موافاة يعقوب بن الليث رامهرمز في المحرم وتوجيه السلطان إليه إسماعيل بن إسحاق بغراج وإخراج السلطان من كان محبوسا من أسباب يعقوب بن الليث من السجن لأنه لما كان من أمره ما كان في أمر محمد ابن طاهر حبس السلطان غلامه وصيفا ومن كان قبله من أسبابه فأطلق عنهم بعد ما وافى يعقوب رامهرمز وذلك لخمس خلون من شهر ربيع الأول ثم قدم إسماعيل بن إسحاق من عند يعقوب وخرج إلى سامرا برسالة من عنده فجلس أبو أحمد ببغداد ودعا بجماعة من التجار وأعلمهم أن أمير المؤمنين أمر بتولية يعقوب بن الليث خراسان وطبرستان وجرجان والري وفارس والشرطة بمدينة السلام وذلك بمحضر من درهم بن نصر صاحب يعقوب وكان المعتمد قد صرف درهما هذا من سامرا إلى يعقوب بجواب ما كان يعقوب أرسله يسأله لنفسه فأرسل معه إليه عمر بن سيما ومحمد بن تركشه ووافى فيها رسل ابن زيدويه بغداد في شهر ربيع الأول منها برسالة من عنده فخلع عليه أبو أحمد ثم انصرف في هذه السنة الذين توجهوا إلى يعقوب بن الليث إلى السلطان فأعلموه
(٢١)