سيما غزو الصائفة بالثغور الجزرية وأطلق له من المال اثنان وثلاثون ألف دينار (وحج بالناس) في هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمي ثم دخلت سنة تسعين ومائتين ذكر الخبر عن الاحداث التي كانت فيها فمما كان فيها من ذلك توجيه المكتفى رسولا إلى إسماعيل بن أحمد لليلتين خلتا من المحرم منها بخلع وعقد ولاية له على الري وبهدايا مع عبد الله بن الفتح (ولخمس) بقين من المحرم منها ورد فيما ذكر كتاب علي بن عيسى من الرقة يذكر فيه أن القرمطي بن زكرويه المعروف بالشيخ وافى الرقة في جمع كثير فخرج إليه جماعة عن أصحاب السلطان ورئيسهم سبك غلام المكتفى فواقعوه فقتل سبك وانهزم أصحاب السلطان * ولست خلون من شهر ربيع الآخر ورد الخبر بأن طغج ابن جف أخرج من دمشق جيشا إلى القرمطي عليهم غلام له يقال له بشير فواقعهم القرمطي فهزم الجيش وقتل بشيرا (ولثلاث) عشرة بقيت من شهر ربيع الآخر خلع على أبى الأغر ووجه به لحرب القرمطي بناحية الشأم فمضى إلى حلب في عشرة آلاف رجل (ولاحدى عشرة) بقيت من شهر ربيع الآخر خلع على أبى العشائر أحمد بن نصر وولى طرسوس وعزل عنها مظفر بن حاج لشكاية أهل الثغور إياه (وللنصف) من جمادى الأولى من هذه السنة وردت كتب التجار إلى بغداد من دمشق مؤرخة لسبع بقين من ربيع الآخر يخبرون فيها أن القرمطي الملقب بالشيخ قد هزم طغج غير مرة وقتل أصحابه إلا القليل وأنه قد بقى في قلة وامتنع من الخروج وإنما تجتمع العامة ثم تخرج للقتال وأنهم قد أشرفوا على الهلكة فاجتمعت جماعة من تجار بغداد في هذا اليوم فمضوا إلى يوسف بن يعقوب فأقرؤه كتبهم وسألوه المضي إلى الوزير ليخبره خبر أهل دمشق فوعدهم ذلك (لسبع) بقين من جمادى الأولى أحضر دار السلطان أبو حازم ويوسف وابنه محمد وأحضر صاحب طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث فقوطع على مال فارس ثم عقد المكتفى لطاهر على أعمال فارس وخلع على صاحبه وحملت
(٢١٦)