من هذه السنة ورد كتاب من أبى معدان من الرقة فيما قيل باتصال الاخبار به من طرسوس أن الله أظهر المعروف بغلام ظرافة في غزاة غزاها الروم في هذا الوقت بمدينة تدعى أنطاكية وزعموا أنها تعادل قسطنطينية وهذه المدينة على ساحل البحر وأن غلام زرافة فتحها بالسيف عنوة وقتل فيما قيل خمسة آلاف رجل وأسر شبيها بعدتهم وأستنقذ من الأسارى أربعة آلاف انسان وأنه أخذ للروم ستين مركبا فحملها ما غنم من الفضة والذهب والمتاع والرقيق وأنه قدر نصيب كل رجل حضر هذه الغزاة فكان ألف دينار فاستبشر المسلمون بذلك وبادرت بكتابي هذا ليقف الوزير على ذلك وكتب يوم الخميس لعشر خلون من شهر رمضان (وأقام الحج) للناس في هذه السنة الفضل بن عبد الملك بن عبد الله بن العباس بن محمد ثم دخلت سنة اثنتين وتسعين ومائتين ذكر ما كان فيها من الاحداث الجليلة فمن ذلك ما كان من توجيه نزار بن محمد من البصرة إلى السلطان ببغداد رجلا ذكر أنه أراد الخروج على السلطان وصار إلى واسط وأن نزارا وجه في طلبه من قبض عليه بواسط وأحدره إلى البصرة وأنه أخذ بالبصرة قوما ذكر أنهم بايعوه فوجه نزار جميعهم في سفينة إلى بغداد فوقفوا في فرضة البصريين ووجه جماعة من القواد إلى فرضة البصريين فحمل هذا الرجل على الفالج وبين يديه ابن له صبي على جمل ومعه تسعة وثلاثون إنسانا على جمال وعلى جماعتهم برانس الحرير ودراريع الحرير وأكثرهم يستغيث ويبكى ويحلف أنه برئ وأنه لا يعرف مما ادعى عليه شيثا وجازوا بهم في التمارين وباب الكرخ والخلد حتى وصلوا إلى دار المكتفى فأمر بردهم وحبسهم في السجن المعروف بالجديد * وفى المحرم منها أغار أندر ونقس الرومي على مرعش ونواحيها فنفر أهل المصيصة وأهل طرسوس فأصيب أبو الرجال بن أبن بكار في جماعة من المسلمين * وفى
(٢٣٣)