إن إبراهيم وافى بغداد من دمشق في سبعة أيام وقتل من خدمه الذين اتهموا بقتله نيف وعشرون خادما وكان المعتضد بعث مع ابن الجصاص إلى خمارويه بهدايا وأودعه إليه رسالة فشخص ابن الجصاص لما وجه له فلما بلغ سامرا بلغ المعتضد مهلك خمارويه فكتب إليه يأمره بالرجوع إليه فرجع ودخل بغداد لسبع بقين من ذي الحجة ثم دخلت سنة ثلاث وثمانين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من شخوص المعتضد لثلاث عشرة بقيت من المحرم منها بسبب الشاري هارون إلى ناحية الموصل فظفر به وورد كتاب المعتضد بظفره به إلى مدينة السلام يوم الثلاثاء لتسع خلون من شهر ربيع الأول وكان سبب ظفره به أنه وجه الحسين بن حمدان بن حمدون في جماعة من الفرسان والرجالة من أهل بيته وغيرهم من أصحابه إليه وذكر أن الحسين بن حمدان قال للمعتضد إن أنا جئت به إلى أمير المؤمنين فلى ثلاث حوائج إلى أمير المؤمنين فقال اذكرها قال أولها إطلاق أبى وحاجتان أسأله إياهما بعد مجيئي به إليه فقال له المعتضد لك ذلك فامض فقال الحسين أحتاج إلى ثلثمائة فارس أنتخبهم فوجه المعتضد معه ثلثمائة فارس مع موشكين فقال أريد أن يأمره أمير المؤمنين أن لا يخالفني فيما آمره به فأمر المعتضد موشكير بذلك فمضى الحسين حتى انتهى إلى مخاضة دجلة فتقدم إلى وصيف ومن معه بالوقوف على المخاضة وقال له ليس لهارون طريق إن هرب غير هذا فلا تبرحن من هذا الموضع حتى يمر بك هارون فتمنعه العبور وأجيئك أنا أو يبلغك أنى قد قتلت ومضى حسين في طلب هارون فلقيه وواقعه وكانت بينهما قتلى وانهزم الشاري هارون وأقام وصيف على المخاضة ثلاثة أيام فقال له أصحابه قد طال مقامنا بهذا المكان القفر وقد أضر ذلك بنا ولسنا نأمن أن يأخذ حسين الشاري فيكون الفتح له دوننا والصواب أن تمضى في آثارهم فأطاعهم ومضى وجاء هارون الشاري منهزما إلى موضع المخاضة فعبر وجاء
(١٧٣)