على رؤس الجبال ومن غد يومنا فيقع الاستقصاء وعسكري يتبعني إلى الكرخ وكان وقاعنا بهم وقتلنا إياهم خمسين ميلا فلم يبق منهم مخبر والحمد لله كثيرا فقد وجب الشكر لله علينا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد نبيه وآله وسلم كثيرا وكانت الاعراب والأكراد لما بلغهم خروج المعتضد تحالفوا أنهم يقتلون على دم واحد واجتمعوا وعبوا عسكرهم ثلاثة كراديس كردوسا دون كردوس وجعلوا عيالاتهم وأولادهم في آخر كردوس وتقدم المعتضد عسكره في خيل جريدة فأوقع بهم وقتل منهم وغرق في الزاب منهم خلق كثير ثم خرج المعتضد إلى الموصل عامدا لقلعة ماردين وكانت في يد حمدان بن حمدون فلما بلغه مجئ المعتضد هرب وخلف ابنه بها فنزل عسكر المعتضد على القلعة فحاربهم من كان فيها يومهم ذلك فلما كان من الغد ركب المعتضد فصعد القلعة حتى وصل إلى الباب ثم صاح يا ابن حمدون فأجابه لبيك فقال له افتح الباب ويلك ففتحه فقعد المعتضد في الباب وأمر من دخل فنقل ما في القلعة من المال والأثاث ثم أمر بهدمها فهدمت ثم وجه خلف حمدان بن حمدون فطلب أشد الطلب وأخذت أموال كانت له مودعة وجئ بالمال إلى المعتضد ثم ظفر به بعد ثم مضى المعتضد إلى مدينة يقال لها الحسنية وفيها رجل يقال له شداد في جيش كثيف ذكر أنهم عشرة آلاف رجل وكان له قلعة في المدينة فظفر به المعتضد فأخذه فهدم قلعته (وفيها) ورد الخبر من طريق مكة أنه أصاب الناس في المصعد برد شديد ومطرجود وبرد أصيب فيه أكثر من خمسمائة إنسان (وفى شوال) منها غزا المسلمون الروم فكانت بينهم الحرب اثنى عشر يوما فظفر المسلمون وغنموا غنيمة كثيرة وانصرفوا ثم دخلت سنة اثنين وثمانين ومائتين ذكر الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك ما كان من أمر المعتضد في المحرم منها بإنشاء الكتب إلى جميع العمال في النواحي والامصار بترك افتتاح الخراج في النيروز الذي هو نيروز
(١٦٩)