ولما انتهى إلى أحمد بن ليثويه انصراف على كر راجعا حتى وافى تستر فأوقع بمحمد ابن عبيد الله ومن معه فأفلت محمد ووقع في يده المعروف بأبي داود الصعلوك فحمله إلى باب السلطان المعتمد وأقام أحمد بن ليثويه بتستر قال محمد بن الحسن فحدثني الفضل بن عدي الدارمي وهو أحد من كان من أصحاب قائد الزنج انضم إلى محمد بن أبان أخي علي بن أبان قال لما استقر أحمد بن ليثويه بتستر خرج إليه على ابن أبان بجيشه فنزل قرية يقال لها بزنجان ووجه طلائع يأتونه بأخباره فرجعوا إليه فأخبروه أن ابن ليثويه قد أقبل نحوه وأن أوائل خيله قد وافت قرية تعرف بالباهليين فزحف علي بن أبان إليه وهو يبشر أصحابه ويعدهم الظفر ويحكى لهم ذلك عن الخبيث فلما وافى الباهليين تلقاه ابن ليثويه في خيله وهى زهاء أربعمائة فارس فلم يلبثوا أن أتاهم مدد خيل فكثرت خيل أصحاب السلطان واستأمن جماعة من الاعراب الذين كانوا مع علي بن أبان إلى ابن ليثويه وانهزم باقي خيل علي بن أبان وثبت جميعة من الرجالة وتفرق عنه أكثرهم واشتد القتال بين الفريقين وترجل علي بن أبان وباشر القتال بنفسه راجلا وبين يديه غلام من أصحابه يقال له فتح يعرف بغلام أبي الحديد فجعل يقاتل معه وبصر بعلى أبو نصر سلهب وبدر الرومي المعروف بالشعراني فعرفاه فأنذرا الناس به فانصرف هاربا حتى لجأ إلى المسرقان فألقى بنفسه فيه وتلاه فتح فألقى نفسه معه فغرق فتح ولحق علي بن أبان نصر المعروف بالروهي فتخلصه من الماء فألقاه في سميرية ورمى على بسهم وأصيب به في ساقه وانصرف مفلولا وقتل من أنجاد السودان وأبطالهم جماعة كثيرة (وحج) بالناس فيها الفضل بن إسحاق بن الحسن بن العباس بن محمد ثم دخلت سنة ثلاث وستين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من ظفر عزيز بن السرى صاحب يعقوب بن الليث بمحمد
(٣٢)