فولى مكانه محمد بن عبد الحميد وكان موته يوم الأربعاء لثلاث أو أربع عشرة بقيت من شوال (وفيها) عقد لراشد مولى الموفق على الدينور وخلع عليه يوم السبت لسبع بقين من شوال ثم خرج راشد إلى عمله يوم الخميس لعشر خلون من ذي القعدة (وفى يوم النحر) منها ركب المعتضد إلى المصلى الذي اتخذه بالقرب من الحسنى وركب معه القواد والجيش فصلى بالناس فذكر عنه أنه كبر في الركعة الأولى ست تكبيرات وفى الركعة الثانية تكبيرة واحدة ثم صعد المنبر فلم تسمع خطبته وعطل المصلى العتيق فلم يصل فيه (وفيها) كتب إلى أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف بمحاربة رافع بن هرثمة ورافع بالري فزحف إليه أحمد فالتقوا يوم الخميس لسبع بقين من ذي القعدة فانهزم رافع بن هرثمة وخرج عن الري ودخلها ابن عبد العزيز (وحج بالناس) في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي وهى آخر حجة حجها وحج بالناس ست عشرة سنة من سنة 64 إلى هذه السنة ثم دخلت سنة ثمانين ومائتين ذكر الخبر عن الاحداث التي كانت فيها فمن ذلك ما كان من أخذ المعتضد عبد الله بن المهتدى ومحمد بن سهل المعروف بشيلمة وكان شيلمة هذا مع صاحب الزنج إلى آخر أيامه ثم لحق بالموفق في الأمان فآمنه وكان سبب أخذه إياهما ان بعض المستأمنة سعى به إلى المعتضد وأعلمه أن يدعو إلى رجل لم يوقف على اسمه وانه قد استفسد جماعة من الجند وغيرهم وأخذ معه رجل صيدناني وابن أخ له من المدينة فقرره المعتضد فلم يقر بشئ وسأله عن الرجل الذي يدعو إليه فلم يقر بشئ وقال لو كان تحت قدمي ما رفعتهما عنه ولو عملتني كردناك لما أخبرتك به فأمر بنار فأوقدت ثم شد على خشبة من خشب الخيم وأدير على النار حتى تقطع جلده ثم ضربت عنقه وصلب عند الجسر الأسفل في الجانب الغربي وحبس ابن المهتدى إلى أن وقف على براءته فأطلق وكان صلبه لسبع خلون من المحرم * فذكر أن المعتضد قال لشيلمة قد بلغني انك
(١٦٥)