يوكل بكل موضع يرد إلى الفسقة منه ميرة فانحدر أبو العباس لذلك إلى فوهة البحر في الشذوات ورتب في جميع تلك المسالك القواد وأحكم الامر فيه غاية الاحكام (وفى شهر رمضان) منها كانت وقعة بين إسحاق بن كنداج وإسحاق بن أيوب وعيسى بن الشيخ وأبى المغراء وحمدان الشاري ومن تأشب إليهم من قبائل ربيعة وتغلب وبكر واليمن فهزمهم ابن كنداج إلى نصيبين وتبعهم إلى قريب من آمد واحتوى على أموالهم ونزلوا آمد فكانت بينه وبينهم وقعات (وفى شهر رمضان) منها قتل صندل الزنجي وكان سبب قتله أن أصحاب الخبيث عبروا لليلتين خلتا من شهر رمضان من هذه السنة فيما ذكر أعنى سنة 267 يريدون الايقاع بعسكر نصير وعسكر زيرك فنذر بهم الناس فخرجوا إليهم فردوهم خائبين وظفروا بصندل هذا وكان فيما ذكروا يكشف وجوه الحرائر المسلمات ورؤوسهن ويقلبهن تقليب الإماء فان امتنعت منهن امرأة ضرب وجهها ودفعها إلى بعض علوج الزنج يبيعها بأوكس الثمن فلما أتى به أبو أحمد أمر به فشد بين يديه ثم رمى بالسهام ثم أمر به فقتل (وفى شهر رمضان) من هذه السنة استأمن إلى أبى أحمد خلق كثير من عند الزنج ذكر سبب ذلك وكان السبب في ذلك أنه كان فيما ذكر استأمن إلى أبى أحمد رجل من مذكوري أصحاب الخبيث ورؤسائهم وشجعانهم يقال له مهذب فحمل في الشذا إلى أبى أحمد فأتى به في وقت افطاره فأعلمه أنه جاء متنصحا راغبا في الأمان وأن الزنج على العبور في ساعتهم تلك إلى عسكره للبيات وأن الذين ندب الفاسق لذلك أنجادهم وأبطالهم فأمر أبو أحمد بتوجيه من يحاربهم إليهم ومن يمنعهم من العبور وأن يعارضوا بالشذا فلما علم الزنج أن قد نذربهم انصرفوا منهزمين فكثر المستأمنة من الزنج وغيرهم وتتابعوا فبلغ عدد من وافى عسكر أبى أحمد منهم إلى آخر شهر رمضان سنة 267 خمسة آلاف رجل من بين أبيض وأسود (وفى شوال) من هذه السنة ورد الخبر بدخول الخجستاني نيسابور وانهزام عمرو بن الليث وأصحابه فأساء السيرة في أهلها وهدم دور آل معاذ بن مسلم وضرب من
(٨١)