قدر عليه منهم واقتطع ضياعهم وترك ذكر محمد بن طاهر ودعا له على منابر ما غلب عليه من مدن خراسان وللمعتمد وترك الدعاء لغيرهما (وفى شوال) من هذه السنة كانت لأبي العباس وقعة بالزنج قتل فيها منهم جمع كثير ذكر سبب ذلك وكان السبب في ذلك فيما بلغني أن الفاسق انتخب من كل قيادة من أصحابه أهل الجلد والبأس منهم وأمر المهلبي بالعبور بهم ليبين عسكر أبى أحمد ففعل ذلك وكانت عدة من عبر من الزنج وغيرهم زهاء خمسة آلاف رجل أكثرهم من الزنج وفيهم نحو من مائتي قائد فعبروا إلى شرقي دجلة وعزموا على أن يصير القواد منهم إلى آخر النخل مما يلي السبخة فيكونوا في ظهر عسكر أبى أحمد ويعبر جماعة كثيرة منهم في الشذا والسميريات والمغابر قبالة عسكر أبى أحمد فإذا نشبت الحرب بينهم انكب من كان عبر من قواد الخبيث فصار إلى السبخة على عسكر أبى أحمد الموفق وهم غارون مشاغيل بحرب من بإزائهم وقدر ان يتهيأ له في ذلك ما أحبه فأقام الجيش في الفرات ليلتهم ليغادوا الايقاع بالعسكر فاستأمن إلى أبى أحمد غلام كان معهم من الملاحين فأنهى إليه خبرهم وما اجتمعت عليه آراؤهم فأمر أبو أحمد أبا العباس والقواد والغلمان بالنهوض إليهم وقصد الناحية التي فيها أصحاب الخبيث وأنفذ جماعة من قواد غلمانه في الخيل إلى السبخة التي في مؤخر النخل بالفرات لتقطعهم عن الخروج إليها وأمر أصحاب الشذا والسميريات فاعترضوا في دجلة وأمر الرجالة بالزحف إليهم من النخل فلما رأى الفجار ما أتاهم من التدبير الذي لم يحتسبوه كروا راجعين في الطريق الذي أقبلوا منه طالبين التخلص فكان قصدهم لجويث بارويه وانتهى خبر رجوعهم إلى الموفق فأمر أبا العباس وزيرك بالانحدار في الشذوات يسبقونهم إلى النهر ليمنعوهم من عبوره وأمر غلاما من غلمانه يقال له ثابت له قيادة على جمع كثير من غلمانه السودان أن يحمل أصحابه في المعابر والزواريق وينحدر معهم إلى الموضع الذي فيه أعداء الله للايقاع بهم حيث كانوا فأدركهم ثابت في أصحابه بجويث بارويه فخرج إليهم
(٨٢)