وأتممت أجلى وأظهرت أمرى على ألسنة رسلي وأنا الذي لم يعل على جبار إلا وضعته ولا عزيز إلا أذللته وليس الذي أصر على أمره وداوم على جهالته وقالوا لن نبرح عليه عاكفين وبه مؤمنين أولئك هم الكافرون ثم يركع ويقول في ركوعه سبحان ربى رب العزة وتعالى عما يصف الظالمون يقولها مرتين فإذا سجد قال الله أعلى الله أعلى الله أعظم الله أعظم ومن شرائعه ان الصوم يومان في السنة وهما المهرجان والنوروز وأن النبيذ حرام والخمر حلال ولا غسل من جنابة إلا الوضوء كوضوء الصلاة وأن من حاربه وجب قتله ومن لم يحاربه ممن خالفه أخذت منه الجزية ولا يؤكل كل ذي ناب ولا كل ذي مخلب وكان مصير قرمط إلى سواد الكوفة قبل قتل صاحب الزنج وذلك أن بعض أصحابنا ذكر عن سلف زكرويه أنه قال قال لي قرمط صرت إلى صاحب الزنج ووصلت إليه وقلت له إني على مذهب وورائي مائة ألف سيف فناظرني فإن اتفقنا على المذهب ملت بمن معي إليك وإن تكن الأخرى انصرفت عنك وقلت له تعطيني الأمان ففعل قال فناظرته إلى الظهر فتبين لي في آخر مناظرتي إياه أنه على خلاف أمرى وقام إلى الصلاة فانسللت فمضيت خارجا من مدينته وصرت إلى سواد الكوفة (ولخمس بقين) من جمادى الآخرة من هذه السنة دخل أحمد العجيفي مدينة طرسوس وغزا مع يا زمان غزاة الصائفة فبلغ سلندو * وفى هذه الغزاة مات يا زمان وكان سبب موته أن شظية من حجر منجنيق أصاب أضلاعه وهو مقيم على حصن سلندو فارتحل العسكر وقد كانوا أشرفوا على فتحه فتوفى في الطريق من يوم الجمعة لأربع عشرة ليلة خلت من رجب وحمل إلى طرسوس على أكتاف الرجال فدفن هناك (وحج بالناس) في هذه السنة هارون بن محمد الهاشمي ثم دخلت سنة تسع وسبعين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من أمر السلطان بالنداء بمدينة السلام أن لا يقعد على الطريق
(١٦٢)