وبيت مال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الجانب الآخر ثم إلى بالس ثم إلى دوسر ثم إلى بطن دامان ثم إلى الرقة فدخلها لثمان بقين من ذي الحجة فأقام بها إلى أن بقى ليلتان منه (ولخمس) بقين من شوال ورد الخبر على السلطان بأن محمد بن زيد العلوي قتل ذكر الخبر عن سبب مقتله ذكر أن محمد بن زيد خرج لما اتصل به الخبر عن أسر إسماعيل بن أحمد عمرو بن الليث في جيش كثيف نحو خراسان طامعا فيها ظنا منه أن إسماعيل بن أحمد لا يتجاوز عمله الذي كان يتولاه أيام ولاية عمرو بن الليث الصفار خراسان وأنه لا دافع له عن خراسان إذ كان عمرو قد أسر ولا عامل للسلطان به فلما صار إلى جرجان واستقر به كتب إليه يسأله الرجوع إلى طبرستان وترك جرجان له فأبى ذلك عليه ابن زيد فندب إسماعيل فيما ذكر لي خليفة كان لرافع بن هرثمة أيام ولاية رافع خراسان يدعى محمد بن هارون لحرب محمد بن زيد فانتدب له فضم إليه جمعا كثيرا من رجاله وجنده ووجهه إلى ابن زيد لحربه فشخص محمد بن هارون نحو ابن زيد فالتقيا على باب جرجان فاقتتلوا قتالا شديدا فانهزم عسكر محمد بن هارون ثم إن محمد بن هارون رجع وقد انتقضت صفوف العلوي فانهزم عسكر محمد بن زيد وولوا هاربين وقتل منهم فيما ذكر بشر كثير وأصابت ابن زيد ضربات وأسر ابنه زيد وحوى محمد بن هارون عسكره وما كان فيه ثم مات محمد ابن زيد بعد هذه الوقعة بأيام من الضربات التي كانت فيه فدفن على باب جرجان وحمل ابنه زيد إلى إسماعيل بن أحمد وشخص محمد بن هارون إلى طبرستان (وفى) يوم السبت لاثنتي عشرة خلت من ذي القعدة أوقع بدر غلام الطائي بالقرامطة على غرة منهم بنواحي رودميسان وغيرها فقتل منهم فيما ذكر مقتلة عظيمة ثم تركهم خوفا على السواد أن يخرب إذ كانوا فلاحيه وعماله وطلب رؤساءهم في أماكنهم فقتل من ظفر به منهم وكان السلطان قد قوى بدرا بجماعة من جنده وغلمانه بسببهم للحدث الذي كان منهم (وحج بالناس) في هذه السنة محمد بن عبد الله بن داود
(٢٠٤)