ثم دخلت سنة ثمان وثمانين ومائتين ذكر الخبر عما كان فيها من الاحداث فمن ذلك ما كان من ورود الخبر على السلطان فيما ذكر بوقوع الوباء بآذربيجان فمات منه خلق كثير إلى أن فقد الناس ما يكفنون به الموتى فكفنوا في الأكسية واللبود ثم صاروا إلى أن لم يجدوا من يدفن الموتى فكانوا يتركونهم مطروحين في الطرق (وفيها) دخل أصحاب طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث فارس وأخرجوا منها عمال السلطان وذلك لاثنتي عشرة بقيت من صفر منها (وفيها) توفى محمد ابن أبي الساج الملقب بأفشين بآذربيجان فاجتمع غلمانه وجماعة من أصحابه فأمروا عليهم ديوداد بن محمد واعتزلهم يوسف بن أبي الساج على الخلاف لهم (ولليلتين) بقيتا من شهر ربيع الآخر ورد كتاب صاحب البريد بالأهواز يذكر فيه أن أصحاب طاهر بن محمد بن عمرو بن الليث صاروا إلى سنبيل يريدون الأهواز (وفى) أول جمادى الأولى أدخل عمرو بن الليث عبد الله بن الفتح الموجه كان إلى إسماعيل ابن أحمد بغداد واشناس غلام إسماعيل بن أحمد وذكر لي أن إسماعيل بن أحمد خيره بين المقام عنده أسيرا وبين توجيهه إلى باب أمير المؤمنين فاختار توجيهه فوجهه (ولليلتين) خلتا من جمادى الآخرة ورد فيما ذكر كتاب صاحب يريد الأهواز منها يذكر أن كتاب إسماعيل بن أحمد ورد على طاهر بن محمد بن عمرو يعلمه أن السلطان ولاه سجستان وأمره بالخروج إليها وأنه خارج إليه إلى فارس ليوقع به ثم ينصرف إلى سجستان وأن طاهرا خرج لذلك وكتب إلى ابن عمه وكان مقيما بأرجان في عسكره يأمره بالانصراف إليه إلى فارس بمن معه (وفيها) ولى المعتضد مولاه بدرا فارس وأمره بالشخوص إليها لما بلغه من تغلب طاهر بن محمد عليها وخلع عليه لتسع خلون من جمادى الآخرة وضم إليه جماعة من القواد فشخص في جيش عظيم من الجند والغلمان (ولعشر) خلون من جمادى الآخرة منها خرج عبد الله بن الفتح واشناس غلام إسماعيل إلى إسماعيل بن أحمد بن سامان بخلع من المعتضد حملها
(٢٠٥)