خلت من جمادى الآخرة من هذه السنة وهى سنة 267 ارتحل أبو أحمد من واسط شاخصا إلى الأهواز وكورها فنزل باذبين ثم جوخى ثم الطيب ثم قرقوب ثم درستان ثم على وادى السوس وقد كان عقد له عليه جسر فأقام به من أول النهار إلى آخر وقت الظهر حتى عبر أهل عسكره أجمع سار حتى وافى السوس فنزلها وقد كان أمر مسرورا وهو عامله على الأهواز بالقدوم عليه فوافاه في جيشه وقواده من غد اليوم الذي نزل فيه السوس فخلع عليه وعليهم وأقام السوس ثلاثا وكان ممن أسر بطهيثا من أصحاب الفاسق أحمد بن موسى بن سعيد البصري المعروف بالقلوص وكان أحد عدده وقدماء أصحابه أسر بعد أن أثخن جراحا كانت منها منيته فلما هلك أمر أبو أحمد باحتزاز رأسه ونصبه على جسر واسط وكان ممن أسر يومئذ عبد الله بن محمد بن هشام الكرماني وكان الخبيث اغتصبه أباه فوجهه إلى طهيثا وولاه القضاء والصلاة بها وأسر من السودان جماعة كان يعتمد عليهم أهل نجدة وبأس وجلد فلما اتصل به الخبر بما نال هؤلاء انتقض عليه تدبيره وضلت حيله فحمله فرط الهلع على أن كتب إلى المهلبي وهو يومئذ مقيم بالأهواز في زهاء ثلاثين ألفا مع رجل كان صحبه يأمره بترك كل ما قبله من المير والأثاث والاقبال إليه فوصل الكتاب إلى المهليى؟؟ وقد أتاه الخبر باقبال أبى أحمد إلى الأهواز وكورها فهو لذلك طائر العقل فترك جميع ما كان قبله واستخلف عليه محمد بن يحيى بن سعيد الكرنبائي فدخل قلب الكرنبائي من الوجل فأخلى ما استخلف عليه وتبع المهلبي وبجبى والأهواز ونواحيها يومئذ من أصناف الحبوب والتمر والمواشي شئ عظيم فخرجوا عن ذلك كله وكتب أيضا الفاسق إلى بهبوذ بن عبد الوهاب واليه يومئذ عمل الفندم والباسيان وما اتصل بهما من القرى التي بين الأهواز وفارس وهو مقيم بالفندم يأمره بالقدوم عليه فترك بهبوذ ما كان قبله من الطعام والتمر وكان ذلك شيئا عظيما فحوى جميع ذلك أبو أحمد فكان ذلك قوة له على الفاسق وضعفا للفاسق ولما فصل المهلبي عن الأهواز تفرق أصحابه في القرى التي بينها وبين عسكر الخبيث فانتهبوها وأجلوا عنها أهلها وكانوا في سلمهم وتخلف خلق كثير ممن كان مع المهلبي من الفرسان
(٧٠)