ريحان بن صالح المغربي من عسكر الفاجر وأصحابه ولحاقه بأبي أحمد فنخب قلب الخبيث لذلك وذلك أن السجان كان فيما قيل أحد ثقاته فأمر أبو أحمد للسجان هذا بخلع وجوائز وصلات وحملان وأرزاق وأقيمت له أنزال وضصم إلى أبى العباس وأمره بحمله في الشذاة إلى إزاء قصر الفاسق حتى رآه وأصحابه وكلمهم السجان وأخبرهم أنهم في غرور من الخبيث وأعلمهم ما قد وقف عليه من كذبه وفجوره فاستأمن في هذا اليوم الذي حمل فيه السجان من عسكر الخبيث خلق كثير من قواده الزنج وغيرهم وأحسن إليهم وتتابع الناس في طلب الأمان والخروج من عند الخبيث ثم أقام أبو أحمد بعد الوقعة التي ذكرت أنها كانت لليلة بقيت من ذي الحجة من سنة 67 لا يعبر إلى الخبيث لحرب يجم بذلك أصحابه إلى شهر ربيع الآخر (وفى هذه السنة) صار عمرو بن الليث إلى فارس لحرب عامله محمد بن الليث عليها فهزمه عمرو واستباح عسكره وأفلت محمد بن الليث في نفر ودخل عمرو إصطخر فانتهبها أصحابه ووجه عمرو في طلب محمد بن الليث فظفر به وأتى به أسيرا ثم صار عمرو إلى شيراز فأقام بها (وفى شهر ربيع الأول) منها زلزلت بغداد لثمان خلون منه وكان بعد ذلك ثلاثة أيام مطر شديد ووقعت بها أربع صواعق (وفيها) زحف العباس بن أحمد بن طولون لحرب أبيه فخرج إليه أبوه أحمد إلى الإسكندرية فظفر به ورده إلى مصر فرجع معه إليها (ولأربع عشرة ليلة) بقيت من ربيع الآخر منها عبر أبو أحمد الموفق إلى مدينة الفاجر بعد أن أوهى قوته في مقامه بمدينة الموفقية بالتضييق عليه والحصار ومنعه وصول المير إليه حتى استأمن إليه خلق كثير من أصحابه فلما أراد العبور إليها أمر فيما ذكر ابنه أبا العباس بالقصد للموضع الذي كان قصده من ركن مدينة الخبيث الذي يحوطه بابنه وجلة أصحابه وقواده وقصد أبو أحمد موضعا من السور فيما بين النهر المعروف بمنكى والنهر المعروف بابن سمعان وأمر صاعدا وزيره بالقصد لفوهة النهر المعروف يجرى كور وتقدم إلى زيرك في مكانفته وأمر مسرور البلخي بالقصد لنهر الغربي
(٩٢)