ذكر خبر هذا الرجل الذي ظهر بالشام وما كان سبب ظهوره بها ذكر أن زكرويه بن مهرويه الذي ذكرنا أنه كان داعية قرمط لما تتابع من المعتضد توجيه الجيوش إلى من بسواد الكوفة من القرامطة وألح في طلبهم وأثخن فيهم القتلى ورأى أنه لا مدفع عن أنفسهم عند أهل السواد ولا غناء سعى في استغواء من قرب من الكوفة من أعراب أسد وطيئ؟؟ وتميم وغيرهم من قبائل الاعراب ودعاهم إلى رأيه وزعم لهم أن من بالسواد من القرامطة يطابقونهم على أمره إن استجابوا له فلم يستجيبوا له وكانت جماعة من كلب تخفر الطريق على البر بالسماوة فيما بين الكوفة ودمشق على طريق تدمر وغيرها وتحمل الرسل وأمتعة التجار على ابلها فأرسل زكرويه أولاده إليهم فبايعوهم وخالطوهم وانتموا إلى علي بن أبي طالب وإلى محمد بن إسماعيل بن جعفر وذكروا أنهم خائفون من السلطان وأنهم ملجؤن إليهم فقبلوهم على ذلك ثم دبوا فيهم بالدعاء إلى رأى القرمطة فلم يقبل ذلك أحد منهم أعنى من الكلبيين الا الفخذ المعروفة ببنى العليص بن ضمضم بن عدي بن جناب ومواليهم خاصة فبايعوا في آخر سنة 289 بناحية السماوة ابن زكريا المسمى بيحيى والمكنى أبا القاسم ولقبوه الشيخ على أمر احتال فيهم ولقب به نفسه وزعم لهم أنه أبو عبد الله بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد وقد قيل إنه زعم أنه محمد بن عبد الله بن يحيى وقيل إنه زعم أنه محمد بن عبد الله ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وقيل إنه لم يكن لمحمد بن إسماعيل ابن يسمى عبد الله وزعم لهم أن أباه المعروف بأبي محمود داعية له وأن له بالسواد والمشرق والمغرب مائة ألف تابع وأن ناقته التي يركبها مأمورة وأنهم إذا اتبعوها في مسيرها ظفروا وتكهن لهم وأظهر عضدا له ناقصة وذكر أنها آية وانحازت إليه جماعة من بنى الأصبغ وأخلصوا له وتسموا بالفاطميين ودانوا بدينه فقصدهم سبك الديلمي مولى المعتضد بالله بناحية الرصافة في غربي الفرات من ديار مضر فاغتروه وقتلوه وحرقوا مسجد الرصافة واعترضوا كل قرية اجتازوا بها حتى
(٢١٤)