عنقه وذلك في يوم الجمعة قبل الزوال لست خلون من شهر رمضان ثم أخذ رأسه ورجع إلى طياره واقبل راجعا إلى معسكر المكتفى بنهر ديالى ورأس بدر معه وتركت جثته مكانها فبقيت هنالك ثم وجه عياله من أخذ جثته سرا فجعلها في تابوت وأخفوها عندهم فلما كان أيام الموسم حملوها إلى مكة فدفنوها بها فيما قيل وكان أوصى بذلك وأعتق قبل أن يقتل مماليكه كلهم وتسلم السلطان ضياع بدر ومستغلاته ودوره وجميع ماله بعد قتل وورد الخبر على المكتفى بما كان من قتل بدر لسبع خلون من شهر رمضان من هذه السنة فرحل منصرفا إلى مدينة السلام ورحل معه من كان معه من الجند وجئ برأس بدر إليه فوصل إليه قبل ارتحاله من موضع معسكره فأمر به فنظف ورفع في الخزانة ورجع أبو عمر القاضي إلى داره يوم الاثنين كئيبا حزينا لما كان منه في ذلك وتكلم الناس فيه وقالوا هو كان السبب في قتل بدر وقالوا فيه أشعارا فمما قيل فيه منها قل لقاضي مدينة المنصور * بم أحللت أخذ رأس الأمير بعد إعطائه المواثيق والعهد * وعقد الايمان في منشور أين أيمانك التي شهد الله * على أنها يمين فجور أن كفيك لا تفارق كفيه * إلى أن ترى مليك السرير يا قليل الحياء يا أكذب الأمة * يا شاهدا شهادة زور ليس هذا فعل القضاة ولا يحسن * أمثاله ولاة الجسور أي أمر ركبت في الزهراء * من شهر خير خير الشهور قد مضى من قتلت في رمضان * صائما بعد سجدة التعفير يا بنى يوسف بن يعقوب أضحى * أهل بغداد منكم في غرور بدد الله شملكم وأراني * ذلكم في حياة هذا الوزير فأعد الجواب للحكم العادل * من بعد منكر ونكير أنتم كلكم فدا لأبي حازم * المستقيم كل الأمور (ولسبع) خلون من شهر رمضان حمل زيدان السعيدي الذي كان قدم
(٢١٢)