ابن عبيد الله إلى أبى عمر كتاب أمان عن المكتفى فمضى به نحو بدر فلما فصل بدر عن واسط ارفض عنه أصحابه وأكثر غلمانه مثل عيسى النوشري وختنه يأنس المستأمن وأحمد بن سمعان ونحرير الصغير وصاروا إلى مضرب المكتفى في الأمان فلما كان بعد مضى ليلتين من شهر رمضان من هذه السنة خرج المكتفى من بغداد إلى مضربه بنهر ديالى وخرج معه جميع جيشه فعسكر هنالك وخلع على من صار إلى مضربه من الجماعة الذين سميت وعلى جماعة من القواد والجند ووكل بجماعة منهم ثم قيد تسعة منهم وأمر بحملهم مقيدين إلى السجن الجديد ولقى فيما ذكر أبو عمر محمد بن يوسف بدرا بالقرب من واسط ودفع إليه الأمان وخبره عن المكتفى بما قال له القاسم بن عبيد الله فصاعد معه في حراقة بدر وكان قد سيره في الجانب الشرقي وغلمانه الذين بقوا معه في جماعة من الجند وخلق كثير من الأكراد وأهل الجبل يسيرون معه بمسيره على شط دجلة فاستقر الامر بين بدر وأبى عمر على أن يدخل بدر بغداد سامعا مطيعا وعبر بدر دجلة فصار إلى النعمانية وأمر غلمانه وأصحابه الذين بقوا معه أن ينزعوا سلاحهم وأن لا يحاربوا أحدا وأعلمهم ما ورد به عليه أبو عمر من الأمان فبينا هو يسير إذ وافاه محمد بن إسحاق بن كنداج في شذا ومعه جماعة من الغلمان فتحول إلى الحراقة وسأله بدر عن الخبر فطيب نفسه وقال له قولا جميلا وهم في كل ذلك يؤمرونه وكان القاسم ابن عبيد الله وجهه وقال له إذا اجتمعت مع بدر وصرت معه في موضع واحد فأعلمني فوجه إلى القاسم وأعلمه فدعا القاسم بن عبيد الله لؤلؤا أحد غلمان السلطان فقال له قد ندبتك لأمر فقال سمعا وطاعة فقال له امض وتسلم بدرا من ابن كنداجيق وجئني برأسه فمضى في طيار حتى استقبل بدرا ومن معه بين سبب بنى كوما وبين اضطربد فتحول من الطيار إلى الحراقة وقال لبدر قم فقال وما الخبر قال لا بأس عليك فحوله إلى طياره ومضى به حتى صار به إلى جزيرة بالصافية فأخرجه إلى الجزيرة وخرج معه ودعا بسيف كان معه فاستله فلما أيقن بدر بالقتل سأله أن يمهله حتى يصلى ركعتين فأمهله فصلاهما ثم قدمه فضرب
(٢١١)