الملقب بالشيخ قتله المصريون على باب دمشق وقد كانت الحرب اتصلت بينه وبين من حاربه من أهل دمشق وجندها ومددهم من أهل مصر وكسر لهم جيوشا وقتل منهم خلقا كثيرا وكان يحيى بن زكرويه هذا يركب جملا برحاله ويلبس ثيابا واسعة ويعتم عمة أعرابيه ويتلثم ولم يركب دابة من لدن ظهر إلى أن قتل وأمر أصحابه؟؟ ألا يحاربوا أحدا وإن أتى عليهم حتى يبتعث الجمل من قبل نفسه وقال لهم إذا فعلتم ذلك لم تهزموا * وذكر أنه كان إذا أشار بيده إلى ناحية من النواحي التي فيها محاربوه انهزم أهل تلك الناحية فاستغوى بذلك الاعراب ولما كان في اليوم الذي قتل فيه يحيى بن زكرويه الملقب بالشيخ وانحازوا إلى أخيه الحسين بن زكرويه فطلب أخاه الشيخ في القتلى فوجده فوراه وعقد الحسين بن زكرويه لنفسه ويسمى بأحمد بن عبد الله وتكنى بأبي العباس وعلم أصحاب بدر بعد ذلك بقتل الشيخ فطلبوه في القتلى فلم يجدوه ودعا الحسين بن زكرويه إلى مثل ما دعا إليه أخوه فأجابه أكثر أهل البوادي وغيرهم من سائر الناس واشتدت شوكته وظهر وصار إلى دمشق فذكر أن أهلها صالحوه على خراج دفعوه إليه ثم انصرف عنهم ثم سار إلى أطراف حمص فتغلب عليها وخطب له على منابرها وتسمى بالمهدي ثم سار إلى مدينة حمص فأطاعه أهلها وفتحوا له بابها خوفا منه على أنفسهم فدخلها ثم سار منها إلى حماة ومعرة النعمان وغيرهما فقتل أهلها وقتل النساء والأطفال ثم سار إلى بعلبك فقتل عامة أهلها حتى لم يبق منهم فيما قيل إلا اليسير ثم سار إلى سلمية فحاربه أهلها ومنعوه الدخول ثم وادعهم وأعطاهم الأمان ففتحوا له بابها فدخلها فبدأ بمن فيها من بني هاشم وكان بها منهم جماعة فقتلهم ثم ثنى بأهل سلمية فقتلهم أجمعين ثم قتل البهائم ثم قتل صبيان الكتاتيب ثم خرج منها وليس بها عين تطرف فيما قيل وسائر فيما حوالي ذلك من القرى يقتل ويسبي ويحرق ويخيف السبيل * فذكر عن متطبب بباب المحول يدعى أبا الحسن أنه قال جاءتني امرأة بعدما أدخل القرمطي صاحب الشامة وأصحابه بغداد فقالت لي إني أريد أن تعالج شيئا في كتفي قلت وما هو قالت جرح
(٢١٨)