بحضرته ثلاثة أنفس قيام من أصحابه فسلوا سيوفهم وقالوا لا نسلمها إليك إما أن تدفعها إلينا وإلا قتلناها وأرادوا قتلى وضجوا فدعاهم رئيسهم القرمطي وسألهم عن خبرهم فخبروه فقال تكون لكم أربعتكم فأخذوني فأنا مقيمة معهم أربعتهم والله ما أدرى ممن هو هذا الولد منهم قالت فجاء بعد المساء رجل فقالت لي هنيه فهنأته بالمولود فأعطاني سبيكة فضة وجاء آخر وآخر أهنئ كل واحد منهم فيعطيني سبيكة فضة فلما كان في السحر جاء جماعة مع رجل وبين يديه شمع وعليه ثياب خزتفوح منه رائحة المسك فقالت لي هنيه فقمت إليه فقلت بيض الله وجهك والحمد لله الذي رزقك هذا الابن ودعوت له فأعطاني سبيكة فيها ألف درهم وبات الرجل في بيت وبت مع المرأة في بيت فلما أصبحت قلت للمرأة يا هذه قد وجب عليك حقي فالله الله في خلصيني قالت مم أخلصك فخبرتها خبر ابني وقلت لها إني جئت راغبة إليه وانه قال لي كيت وكيت وليس في يدي منه شئ ولى بنات ضعاف خلفتهن بأسوإ حال فخلصيني من ههنا لأصل إلى بناتي فقالت عليك بالرجل الذي جاء آخر القوم فسليه ذلك فإنه يخلصك فأقمت يومى إلى أن أمسيت فلما انصرف تقدمت إليه وقبلت يده ورجله وقلت يا سيدي قد وجب حقي عليك وقد أغناني الله على يديك بما أعطيتني ولى بنات ضعاف فقراء فان أذنت لي أن أمضى فأجيئك ببناتي حتى يخدمنك ويكن بين يديك فقال وتفعلين قلت نعم فدعا قوما من غلمانه فقال امضوا معها حتى تبلغوا بها موضع كذا وكذا ثم اتركوها وارجعوا فحملوني على دابة ومضوا بي قالت فبينما نحن نسير وإذا أنا بابني يركض وقد كنا سرنا عشرة فراسخ فيما خبرني به القوم الذين معي فلحقني وقال يا فاعلة زعمت أنك تمضين وتجيئين ببناتك وسل سيفه ليضربني فمنعه القوم فلحقني طرف السيف فوقع في كتفي وسل القوم سيوفهم فأرادوه فتنحى عنى وساروا بي حتى بلغوا بي الموضع الذي سماه لهم صاحبهم فتركوني ومضوا فتقدمت إلى ههنا وقد طفت لعلاج جرحى فوصف لي هذا الموضع فجئت إلى ههنا قالت ولما قدم أمير المؤمنين بالقرمطي وبالأسارى من أصحابه خرجت لأنظر إليهم فرأيت ابني فيهم على جمل عليه برنس
(٢٢٠)