وهو يبكى وهو فتى شاب فقلت له لا خفف الله عنك ولا خلصك قال المتطبب فقمت معها إلى المتطببة لما جاءت وأوصيتها بها فعالجت جرحها وأعطتها مرهما فسألت المتطببة عنها بعد منصرفها فقالت قد وضعت يدي على الجرح وقلت انفحي فنفحت فخرجت الريح من الجرح من تحت يدي وما أراها تبرأ منه ومضت فلم تعد إلينا (ولاحدى عشرة) بقيت من شوال من هذه السنة قبض القاسم بن عبيد الله على الحسين بن عمرو النصراني وحبسه وذلك أنه لم يزل يسعى في أمره إلى المكتفى ويقدح فيه عنده حتى أمره بالقبض عليه وهرب كاتب الحسين بن عمرو حين قبض على الحسين المعروف بالشيرازي فطلب وكبست منازل جيرانه ونودي من وجده فله كذا وكذا فلم يوجد (ولسبع) بقين منه صرف الحسين بن عمرو إلى منزله على أن يخرج من بغداد وفى الجمعة التي بعدها خرج الحسين بن عمرو وحدر إلى ناحية واسط على وجه النفي ووجد الشيرازي كاتبه لثلاث خلون من ذي القعدة (ولليلتين) خلتا من شهر رمضان من هذه السنة أمر المكتفى بإعطاء الجند أرزاقهم والتأهب للشخوص لحرب القرمطي بناحية الشأم فأطلق للجند في دفعة واحدة مائة ألف دينار وذلك أن أهل مصر كتبوا إلى المكتفى يشكون ما لقوا من ابن زكرويه المعروف بصاحب الشامة وأنه قد أخرب البلاد وقتل الناس وما لقوا من أخيه قبله وقتلهما رجالهم وأنه لم يبق منهم إلا العدد اليسير * ولخمس خلون خلون؟؟ من شهر رمضان أخرجت مضارب المكتفى فضربت بباب الشماسية * ولسبع خلون منه خرج المكتفى في السحر إلى مضربه باب الشماسية ومعه قواده وغلمانه وجيوشه ولاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر رمضان رحل المكتفى من مضربه بباب الشماسية في السحر وسلك طريق الموصل وللنصف من شهر رمضان منها مضى أبو الأغر إلى حلب فنزل وادى بطنان قريبا من حلب ونزل معه جميع أصحابه فنزع فيما ذكر جماعة من أصحابه ثيابهم ودخلوا الوادي يتبردون بمائة وكان يوما شديد الحر فبينا هم كذلك إذ وافى جيش القرمطي المعروف بصاحب
(٢٢١)