من قواد السلطان يقال له ابرون أخو كيغلغ ودخل محمد بن هارون الري واستولى عليها * وفى رجب من هذه السنة زلزلت بغداد ودامت الزلزلة فيها أياما وليالي كثيرة (وفى هذه السنة) كان مقتل بدر غلام المعتضد ذكر سبب قتله ذكر أن سبب ذلك كان أن القاسم بن عبيد الله كان هم بتصيير الخلافة من بعد المعتضد في غير ولد المعتضد وأنه كان ناظر بدرا في ذلك فامتنع بدر عليه وقال ما كنت لأصرفها عن ولد مولاي الذي نعمتي فلما رأى القاسم ذلك وعلم أنه لا سبيل إلى مخالفة بدر إذ كان بدر صاحب جيش المعتضد والمستولى على أمره والمطاع في خدمه وغلمانه اضطغنها على بدر وحدث بالمعتضد حدث الموت وبدر بفارس فعقد القاسم للمكتفى عقد الخلافة وبايع له وهو بالرقة لما كان بين المكتفى وبين بدر من التباعد في حياة والده وكتب القاسم إلى المكتفى لما بايع غلمان أبيه له بالخلافة وأخذ عليهم البيعة بما فعل من ذلك فقدم بغداد المكتفى وبدر بعد بفارس فلما قدمها عمل القاسم في هلاك بدر حذرا على نفسه فيما ذكر من بدر أن يقدم على المكتفى فيطلعه على ما كان القاسم هم به وعزم عليه في حياة المعتضد من صرف الخلافة عن ولد المعتضد إذا مات فوجه المكتفى فيما ذكر محمد بن كمشجور وجماعة من القواد برسائل وكتب إلى القواد الذين مع بدر يأمرهم بالمصير إلى ما قبله ومفارقة بدر وتركه فأوصلت الكتب إلى القواد في سر ووجه إليه يأنس خادم الموفق ومعه عشرة آلاف ألف درهم ليصرفها في عطاء أصحابه لبيعة المكتفى فخرج بها يأنس فذكر أنه لما صار بالأهواز وجه إليه بدر من قبض المال منه فرجع يأنس إلى مدينة السلام فلما وصلت كتب المكتفى إلى القواد المضمومين إلى بدر فارق بدرا جماعة منهم وانصرفوا عنه إلى مدينة السلام منهم العباس بن عمرو الغنوي وخاقان المفلحي ومحمد بن إسحاق بن كنداج وخفيف الاذكوتكينى وجماعة غيرهم فلما صاروا إلى مدينة السلام دخلوا على المكتفى فخلع فيما ذكر على نيف وثلاثين رجلا منهم وأجاز جماعة من رؤسائهم
(٢٠٩)