كل رجل منهم بمائة ألف درهم وأجاز آخرين بدون ذلك وخلع على بعضهم ولم يجزه بشئ وانصرف بدر في رجب عامدا المصير إلى واسط واتصل بالمكتفى اقبال بدر إلى واسط فوكل بدار بدر وقبض على جماعة من غلمانه وقواده فحبسوا منهم نحرير الكبير وعريب الجبلي ومنصور ابن أخت عيسى النوشري وأدخل المكتفى على نفسه القواد وقال لهم لست أومر عليكم أحدا ومن كانت له منكم حاجة فليلق الوزير فقد تقدمت إليه بقضاء حوائجكم وأمر بمحو اسم بدر من التراس والاعلام وكان عليها أبو النجم مولى المعتضد بالله وكتب بدر إلى المكتفى كتابا دفعه إلى زيد ان السعيدي وحمله على الجمازات فلما وصل الكتاب إلى المكتفى أخذه ووكل بزيدان هذا وأشخص الحسن بن علي كوره في جيش إلى ناحية واسط وذكر أنه قدمه المكتفى على مقدمته ثم أحدر محمد بن يوسف مع المغرب لليلة بقيت من شعبان من هذه السنة برسالة إلى بدر وكان المكتفى أرسل إلى بدر حين فصل من عمل فارس يعرض عليه ولاية أي النواحي شاء ان شاء أصبهان وإن شاء الري وإن شاء الجبال ويأمره بالمصير إلى حيث أحب من هذه النواحي مع من أحب من الفرسان والرجالة يقيم بها معهم واليا عليها فأبى ذلك بدر وقال لابد لي من المصير إلى باب مولاي فوجد القاسم بن عبيد الله مساغا للقول فيه وقال للمكتفى يا أمير المؤمنين قد عرضنا عليه أن نقلده أي النواحي شاء أن يمضى إليها فأبى الا المجئ إلى بابك وخوفه غائلته وحرض المكتفى على لقائه ومحاربته واتصل الخبر ببدر أنه قد وكل بداره وحبس غلمانه وأسبابه فأيقن بالشر ووجه من يحتال في تخليص ابنه هلال واحداره إليه فوقف القاسم بن عبيد الله على ذلك فأمر بالحفظ به ودعا أبا حازم القاضي على الشرقية وأمره بالمضي إلى بدر ولقائه وتطييب نفسه وإعطائه الأمان من أمير المؤمنين على نفسه وماله وولده فذكر أن أبا حازم قال له أحتاج إلى سماع ذلك من أمير المؤمنين حتى أؤديه إليه عنه فقال له انصرف حتى أستأذن لك في ذلك أمير المؤمنين ثم دعا بأبي عمر محمد بن يوسف فأمره بمثل الذي أمر به أبا حازم فسارع إلى اجابته إلى ما أمره به ودفع القاسم
(٢١٠)