ومن يغبط بريب الدهر منهم * يجد ريب الزمان له خؤونا فلو خلد الملوك إذا خلدنا * ولو بقى الكرام إذا بقينا فأفنى ذاكم سروات قومي * كما أفنى القرون الأولينا ولما توجه فروة بن مسيك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مفارقا لملوك كندة قال لما رأيت ملوك كندة أعرضت * كالرجل خان الرجل عرق نسائها يممت راحلتي أؤم محمدا * أرجو فواضلها وحسن ثرائها قال فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله فيما بلغني يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يومك يوم الرزم فقال يا رسول الله ومن ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الرزم لا يسوؤه ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أما إن ذلك لم يزد قومك في الاسلام إلا خيرا فاستعمله رسول الله على مراد وزبيد ومذحج كلها وبعث خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة وكان معه في بلاده حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا أبو كريب وسفيان بن وكيع قالا حدثنا أبو أسامة قال أخبرنا مجالد قال حدثنا عامر عن فروة ابن مسيك قال قال لي رسول الله أكرهت يومك ويوم همدان فقلت أي والله أفنى الأهل والعشيرة فقال أما إنه خير لمن بقى (وفيها) قدم وفد عبد القيس * فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم الجارود بن عمرو بن حنش بن المعلى أخو عبد القيس في وفد عبد القيس وكان نصرانيا * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن دينار عن الحسن قال لما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كلمه فعرض عليه الاسلام ودعاه إليه ورغبه فيه فقال يا محمد إني قد كنت على دين وإني تارك ديني لدينك فتضمن لي ديني فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نعم أنا ضامن لك أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه قال فأسلم وأسلم معه أصحابه ثم سألوا رسول الله الحملان فقال والله ما عندي ما أحملكم عليه فقالوا يا رسول الله إن بيننا وبين
(٣٩٢)