بلادنا ضوال من ضوال الناس أفنتبلغ عليها إلى بلادنا قال إياكم وإياها فإنما ذلك حرق النار قال فخرج من عنده الجارود راجعا إلى قومه وكان حسن الاسلام صلبا على دينه حتى هلك وقد أدرك الردة فلما رجع من قومه من كان أسلم منهم إلى دينهم الأول مع الغرور المنذر بن النعمان بن المنذر أقام الجارود فشهد شهادة الحق ودعا إلى الاسلام فقال يا أيها الناس إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأنهى من لم يشهد وقد كان رسول الله بعث العلاء بن الحضرمي قبل فتح مكة إلى المنذر بن ساوى العبدي فأسلم فحسن إسلامه ثم هلك بعد وفاة رسول الله وقبل ردة أهل البحرين والعلاء أمير عنده لرسول الله على البحرين وفيها قدم وفد بنى حنيفة * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وفد بنى حنيفة فيهم مسيلمة بن حبيب الكذاب فكان منزلهم في دار ابنة الحارث امرأة من الأنصار ثم من بنى النجار * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني بعض علمائنا من أهل المدينة أن بنى حنيفة أتت بمسيلمة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تستره بالثياب ورسول الله جالس في أصحابه ومعه عسيب من سعف النخل في رأسه خوصات فلما انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يسترونه بالثياب كلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له رسول الله لو سألتني هذا العسيب الذي في يدي ما أعطيتك * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن شيخ من بنى حنيفة من أهل اليمامة قال كان حديث مسيلمة على غير هذا زعم أن وفد بنى حنيفة أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفوا مسيلمة في رحالهم فلما أسلموا ذكروا له مكانه فقالوا يا رسول الله إنا قد خلفنا صاحبا لنا في رحالنا وركابنا يحفظها لنا قال فأمر له رسول الله بمثل ما أمر به للقوم وقال أما إنه ليس بشركم مكانا يحفظ ضيعة أصحابه وذلك يريد رسول الله قال ثم انصرفوا عن رسول الله وجاءا مسيلمة بما أعطاه رسول الله فلما انتهى إلى اليمامة ارتد عدو الله وتنبأ وتكذب لهم وقال إني قد أشركت في الامر معه وقال لوفده ألم يقل لكم رسول الله حيث ذكرتموني أما
(٣٩٣)