في بقية شوال أو في صدر ذي القعدة فلم يمكثوا بعد أن قدموا إلى قومهم إلا أربعة أشهر حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر قال وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث إلى بنى الحارث بن كعب بعد أن ولى وفدهم عمروا بن حزم الأنصاري ثم أحد بنى النجار ليفقههم في الدين ويعلمهم السنة ومعالم الاسلام ويأخذ منهم صدقاتهم وكتب له كتابا عهد إليه فيه وأمره فيه بأمره بسم الله الرحمن الرحيم هذا بيان من الله ورسوله يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود عقد من محمد النبي لعمرو بن حزم حين بعثه إلى اليمن أمره بتقوى الله في أمره كله فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وأمره أن يأخذ بالحق كما أمر به الله وأن يبشر الناس بالخير ويأمرهم به ويعلم الناس القرآن ويفقههم في الدين وينهى الناس ولا يمس أحد القرآن إلا وهو طاهر ويخبر الناس بالذي لهم وبالذي عليهم ويلين للناس الحق ويشتد عليهم في الظلم فإن الله عز وجل كره الظلم ونهى عنه وقال (ألا لعنة الله على الظالمين) ويبشر الناس بالجنة وبعملها وينذر بالنار وبعملها ويستألف الناس حتى يتفقهوا في الدين ويعلم الناس معالم الحج وسنته وفريضته وما أمر الله به في الحج الأكبر والحج الأصغر وهو العمرة وينهى الناس أن يصلى أحد في ثوب واحد صغير إلا أن يكون ثوبا واحدا يثنى طرفه على عاتقه وينهى أن يحتبى أحد في ثوب واحد يفضى بفرجه إلى السماء وينهى ألا يعقص أحد شعر رأسه إذا عفا في قفاه وينهى إذا كان بين الناس هيج عن الدعاء إلى القبائل والعشائر وليكن دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له فمن لم يدع إلى الله ودعا إلى القبائل والعشائر فليقطعوا بالسيف حتى يكون دعاؤهم إلى الله وحده لا شريك له ويأمر الناس بإسباغ الوضوء وجوههم وأيديهم إلى المرافق وأرجلهم إلى الكعبين ويمسحون برؤوسهم كما أمرهم الله عز وجل وأمره بالصلاة لوقتها وإتمام الركوع والخشوع ويغلس بالفجر ويهجر بالهاجرة حين تميل الشمس وصلاة العصر والشمس في الأرض مدبرة والمغرب حين يقبل الليل
(٣٨٧)