بعث إليهم عيينة بن حصن ليسيروا إليكم فدعا رسول الله بشير بن سعد وخرج معه الدليل حسيل بن نويرة فأصابوا نعما وشاء ولقيهم عبد لعيينة بن حصن فقتلوه ثم لقوا جمع عيينة فانهزم فلقيه الحارث بن عوف منهزما فقال قد آن لك يا عيينة أن تقصر عما ترى * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة من خيبر أقام بها شهر ربيع الأول وشهر ربيع الآخر وجمادى الأولى وجمادى الآخرة ورجبا وشعبان وشهر رمضان وشوالا يبعث فيما بين ذلك من غزوه وسراياه ثم خرج في ذي القعدة في الشهر الذي صده فيه المشركون معتمرا عمرة القضاء مكان عمرته التي صدوه عنها وخرج معه المسلمون ممن كان معه في عمرته تلك تلك وهى سنة سبع فلما سمع به أهل مكة خرجوا عنه وتحدثت قريش بينها أن محمدا وأصحابه في عسر وجهد وحاجة * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الحسن بن عمارة عن الحكم بن عتيبة عن مقسم عن ابن عباس قال اصطفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم عند دار الندوة لينظروا إليه وإلى أصحابه معه فلما دخل رسول الله المسجد اضطبع بردائه وأخرج عضده اليمنى ثم قال رحم الله أمرأ أراهم اليوم من نفسه قوة ثم استلم الركن وخرج يهرول ويهرول أصحابه معه حتى إذا واراه البيت منهم واستلم الركن اليماني مشى حتى يستلم الأسود ثم هرول كذلك ثلاثة أطواف ومشى سائرها وكان ابن عباس يقول كان الناس يظنون أنها ليست عليهم وذلك أن رسول الله إنما صنعها لهذا الحي من قريش للذي بلغه عنهم حتى حج حجة الوداع فرملها فمضت السنة بها * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة في تلك العمرة دخلها وعبد الله ابن رواحة آخذ بخطام ناقته وهو يقول خلوا بنى الكفار عن سبيله * إني شهيد أنه رسوله خلوا فكل الخير في رسوله * يا رب إني مؤمن بقيله أعرف حق الله في قبوله * نحن قتلناكم على تأويله
(٣٠٩)