* حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق قال سألت ابن شهاب الزهري كيف كان إعطاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يهود خيبر نخيلهم حين أعطاهم النخل على خرجها أبت ذلك لهم حتى قبض أم أعطاهم إياها لضرورة من غير ذلك فأخبرني ابن شهاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم افتتح خيبر عنوة بعد القتال وكانت خيبر مما أفاء الله على رسوله خمسها رسول الله وقسمها بين المسلمين ونزل من نزل من أهلها على الاجلاء بعد القتال فدعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إن شئتم دفعنا إليكم هذه الأموال على أن تعملوها وتكون ثمارها بيننا وبينكم وأقركم ما أقركم الله فقبلوا فكانوا على ذلك يعملونها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث عبد الله بن رواحة فيقسم ثمرها ويعدل عليهم في الخرص فلما توفى الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم أقرها أبو بكر بعد النبي في أيديهم على المعاملة التي كان عاملهم عليها رسول الله حتى توفى ثم أقرها عمر صدرا من إمارته ثم بلغ عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في وجعه الذي قبض فيه لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان ففحص عمر عن ذلك حتى بلغه الثبت فأرسل إلى يهود أن الله قد أذن في اجلائكم فقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا يجتمعن بجزيرة العرب دينان فمن كان عنده عهد من رسول الله فليأتني به أنفذه له ومن لم يكن عنده عهد من رسول الله من اليهود فليتجهز للجلاء فأجلى عمر من لم يكن عنده عهد من رسول الله صلى الله عليه وسلم منهم (قال أبو جعفر) ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة (قال الواقدي) في هذه السنة رد رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب ابنته على أبى العاص بن الربيع وذلك في المحرم قال وفيها قدم حاطب بن أبي بلتعة من عند المقوقس بمارية وأختها سيرين وبغلته دلدل وحماره يعفور وكسا وبعث معهما بخصى فكان معهما وكان حاطب قد دعاهما إلى الاسلام قبل أن يقدم بهما فأسلمت هي وأختها فأنزلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سليم بنت ملحان وكانت مارية وضيئة قال فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بأختها سيرين إلى حسان
(٣٠٧)