قالوا من جاءك بهذا الخبر قال الذي جاءكم بما جاءكم به لقد دخل عليكم مسلما وأخذ ماله وانطلق ليلحق برسول الله وأصحابه فيكون معه قالوا يأل عباد الله أفلت عدو الله أما والله لو علمنا لكان لنا وله شأن ولم ينشبوا أن جاءهم الخبر بذلك * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال حدثني عبد الله بن أبي بكر قال كانت المقاسم على أموال خيبر على الشق ونطاة والكتيبة فكانت الشق ونطاة في سهمان المسلمين وكانت الكتيبة خمس الله عز وجل وخمس النبي صلى الله عليه وسلم وسهم ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل وطعم أزواج النبي وطعم رجال مشوا بين رسول الله وبين أهل فدك بالصلح منهم محيصة بن مسعود أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ثلاثين وسق شعير وثلاثين وسق تمر وقسمت خيبر على أهل الحديبية من شهد منهم خيبر ومن غاب عنها ولم يغب عنها إلا جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري فقسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم كسهم من حضرها قال ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر قذف الله الرعب في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر فبعثوا إلى رسول الله يصالحونه على النصف من فدك فقدمت عليه رسلهم بخيبر أو بالطريق وإما بعد ما قدم المدينة فقبل ذلك منهم فكانت فدك لرسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة لأنه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبعث إلى أهل خيبر عبد الله بن رواحة خارصا بين المسلمين ويهود فيخرص عليهم فإذا قالوا تعديت علينا قال إن شئتم فلكم وإن شئتم فلنا فتقول يهود بهذا قامت السماوات خنساء أخو بنى سلمة هو الذي يخرص عليهم بعد عبد الله بن رواحة فأقامت يهود والأرض وإنما خرص عليهم عبد الله بن رواحة ثم أصيب بمؤتة فكان جبار بن صخر بن علي ذلك لا يرى بهم المسلمون بأسا في معاملتهم حتى عدوا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عبد الله بن سهل أخي بنى حارثة فقتلوه فاتهمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون عليه
(٣٠٦)