كثرة ما نقاتلهم الا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فانطلقوا فإنما هي إحدى الحسنيين إما ظهور وإما شهادة فقال الناس قد والله صدق ابن رواحة فمضى الناس فقال عبد الله بن رواحة في محبسهم ذلك جلبنا الخيل من آجام قرح * تغر من الحشيش لها العكوم حذوناها من الصوان سبتا * أزل كأن صفحته أديم أقامت ليلتين على معان * فأعقب بعد فترتها جموم فرحنا والجياد مسومات * تنفس في مناخرها السموم فلا وأبى مآب لنأتينها * ولو كانت بها عرب وروم فعبانا أعنتها فجاءت * عوابس والغبار لها بريم بذى لجب كان البيض فيه * إذا برزت قوانسها النجوم فراضية المعيشة طلقتها * أسنتنا فتنكح أو تئيم ثم مضى الناس * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن عبد الله ابن أبي بكر أنه حدث عن زيد بن أرقم قال كنت يتيما لعبد الله بن رواحة في حجره فخرج في سفره ذلك مردفى على حقيبة رحله فوالله انه ليسير ليلة إذ سمعته وهو يتمثل أبياته هذه إذا أديتني وحملت رحلي * مسيرة أربع بعد الحساء فشأنك أنعم وخلاك ذم * ولا أرجع إلى أهلي ورائي وجاء المسلمون وغادروني * بأرض الشأم مشتهى الثواء وردك كل ذي نسب قريب * إلى الرحمن منقطع الاخاء هنالك لا أبالي طلع بعل * ولا نخل أسافلها رواء قال فلما سمعتهن منه بكيت فخفقني بالدرة وقال ما عليك يا لكع يرزقني الله الشهادة وترجع بين شعبتي الرحل ثم قال عبد الله في بعض شعره وهو يرتجز يا زيد زيد اليعملات الذبل * تطاول الليل هديت فأنزل
(٣٢٠)