غرب فأصابه فقتله فقلنا هنيئا له الجنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كلا والذي نفس محمد بيده إن شملته الآن لتحرق عليه في النار قال وكان غلها من فئ المسلمين يوم خيبر قال فسمعها رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاه فقال يا رسول الله أصبت شراكين لنعلين قال فقال يقد لك مثلهما من النار (وفى هذه السفرة) نام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن صلاة الصبح حتى طلعت الشمس * حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب قال لما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وكان ببعض الطريق قال من آخر الليل من رجل يحفظ علينا الفجر لعلنا ننام فقال بلال أنا يا رسول الله أحفظ لك فنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزل الناس فناموا وقام بلال يصلى فصلى ما شاء الله أن يصلى ثم استند إلى بعيره واستقبل الفجر يرمقه فغلبته عينه فنام فلم يوقظهم إلا مس الشمس وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أول أصحابه هب من نومه فقال ماذا صنعت بنا يا بلال فقال يا رسول الله أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك قال صدقت ثم اقتاد رسول الله غير كثير ثم أناخ فتوضأ وتوضأ الناس ثم أمر بلالا فأقام الصلاة فصلى بالناس فلما سلم أقبل على الناس فقال إذا نسيتم الصلاة فصلوها إذا ذكرتموها فإن الله عز وجل يقول (أقم الصلاة لذكرى) (قال ابن إسحاق) فتح خيبر في صفر قال وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نساء من نساء المسلمين فوضح لهن رسول الله من الفئ ولم يضرب لهن بسهم قال ولما فتحت خيبر قال الحجاج بن غلاط السلمي ثم البهزي لرسول الله صلى الله عليه وسلم يا رسول الله إن لي بمكة عند صاحبتي أم شيبة بنت أبي طلحة وكانت عنده له منها معرض ابن الحجاج ومال مفترق في تجار أهل مكة فأذن لي يا رسول الله فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال إنه لا بد لي من أن أقول قال قل قال الحجاج فخرجت حتى إذا قدمت مكة فوجدت بثنية البيضاء رجالا من قريش يتسمعون الاخبار ويسألون عن أمر رسول الله وقد بلغهم أنه قد سار إلى خيبر وقد عرفوا أنها قرية الحجاز
(٣٠٤)